المسألة الثامنة : أنه لما تبين أنهم لا يتعينون فلهم خواص وعلامات يعرفون بها ، وهي على قسمين :  
علامات إجمالية ، وعلامات تفصيلية .  
فأما العلامات الإجمالية فثلاثة .   
[ ص: 733 ] إحداها : الفرقة التي نبه عليها قوله تعالى :  
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات  وقوله تعالى :  
وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة  روى  
ابن وهب  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي  أنه قال : هي الجدال والخصومات في الدين  ، وقوله تعالى :  
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا  وفي الصحيح عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة     - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005586إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وصدق الحديث     .  
وهذا التفريق - كما تقدم - إنما هو الذي يصير الفرقة الواحدة فرقا والشيعة الواحدة شيعا .  
قال بعض العلماء : صاروا فرقا لاتباع أهوائهم . وبمفارقة الدين تشتت أهواؤهم فافترقوا ، وهو قوله تعالى :  
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا  ثم برأه الله منهم بقوله :  
لست منهم في شيء  وهم      
[ ص: 734 ] أصحاب البدع وأصحاب الضلالات ، والكلام فيما لم يأذن الله فيه ولا رسوله .  
قال : ووجدنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده قد اختلفوا في أحكام الدين ولم يتفرقوا ، ولا صاروا شيعا لأنهم لم يفارقوا الدين ، وإنما اختلفوا فيما أذن لهم من اجتهاد الرأي ، والاستنباط من الكتاب والسنة فيما لم يجدوا فيه نصا ، واختلفت في ذلك أقوالهم فصاروا محمودين لأنهم اجتهدوا فيما أمروا به كاختلاف  
أبي بكر  وعمر  وعلي  ،  
وزيد  في الجد مع الأم ، وقول  
عمر  وعلي  في أمهات الأولاد ، وخلافهم في الفريضة المشتركة ، وخلافهم في الطلاق قبل النكاح ، وفي البيوع وغير ذلك فقد اختلفوا فيه وكانوا مع هذا أهل مودة وتناصح ، وأخوة الإسلام فيما بينهم قائمة ، فلما حدثت الأهواء المردية ، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظهرت العداوات وتحزب أهلها فصاروا شيعا ، دل على أنه إنما حدث ذلك من المسائل المحدثة التي ألقاها الشيطان على أفواه أوليائه .  
قال : كل مسألة حدثت في الإسلام واختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة ، علمنا أنها من مسائل الإسلام . وكل مسألة حدثت وطرأت فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة ، علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء ، وأنها التي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير الآية .  
وذلك ما روي عن  
عائشة     - رضي الله عنها - قالت :  
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا  عائشة  إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا  من هم ؟ -      [ ص: 735 ] قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هم أصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأصحاب الضلالة من هذه الأمة  الحديث الذي تقدم ذكره .  
قال : فيجب على كل ذي عقل ودين أن يجتنبها ، ودليل ذلك قوله تعالى :  
واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا  فإذا اختلفوا وتعاطوا ذلك ، كان لحدث أحدثوه من اتباع الهوى .  
هذا ما قاله . وهو ظاهر في أن الإسلام يدعو إلى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف ، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين . وهذه الخاصية قد دل عليها الحديث المتكلم عليه ، وهي موجودة في كل فرقة من الفرق المتضمنة في الحديث .  
ألا ترى كيف كانت ظاهرة في  
الخوارج   الذين أخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005263يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان     : وأي فرقة توازي هذه الفرقة التي بين أهل الإسلام وأهل الكفر ؟ وهي موجودة في سائر من عرف من الفرق أو ادعي ذلك فيهم ، إلا أن الفرقة لا تعتبر على أي وجه كانت ، لأنها تختلف بالقوة والضعف .  
وحيث ثبت أن مخالفة هذه الفرق في الفروع الجزئية ، فإن الفرقة لابد أضعف ، فيجب النظر في هذا كله .  
والخاصية الثانية هي التي نبه عليها قوله تعالى :  
فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون  الآية   
[ ص: 736 ] هي التي نبه عليها قوله تعالى :  
فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه  الآية . فبينت الآية أن أهل الزيغ يتبعون متشابهات القرآن ، وجعلوا ممن شأنه أن يتبع المتشابه لا المحكم . ومعنى المتشابه : ما أشكل معناه ، ولم يبين مغزاه ، سواء كان من المتشابه الحقيقي - كالمجمل من الألفاظ وما يظهر من التشبيه - أو من المتشابه الإضافي ، وهو ما يحتاج في بيان معناه الحقيقي إلى دليل خارجي ، وإن كان في نفسه ظاهر المعنى لبادي الرأي ، كاستشهاد  
الخوارج   على إبطال التحكيم بقوله :  
إن الحكم إلا لله  فإن ظاهر الآية صحيح على الجملة ، وأما على التفصيل فمحتاج إلى البيان ، وهو ما تقدم ذكره  
 nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس     - رضي الله عنهما - ، لأنه بين أن الحكم لله تارة بغير تحكيم لأنه إذا أمرنا بالتحكيم فالحكم به حكم الله .  
وكذلك قولهم : " قاتل ولم يسب " فإنهم حصروا التحكيم في القسمين وتركوا قسما ثالثا وهو الذي نبه عليه قوله تعالى :  
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي  الآية . فهذا قتال من غير سبي ، لكن  
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  نبههم على وجه أظهر وهو أن السباء إذا حصل فلابد من وقوع بعض المقاتلين على أم المؤمنين ، وعند ذلك يكون حكمها حكم السبايا في الانتفاع بها كالسبايا ، فيخالفون القرآن الذي ادعوا التمسك به .   
[ ص: 737 ] وكذلك في محو الاسم من إمارة المؤمنين ، اقتضى عندهم أنه إثبات لإمارة الكافرين ، وذلك غير صحيح لأن نفي الاسم منها لا يقتضي نفي المسمى .  
وأيضا : فإن فرضنا أنه يقتضي نفي المسمى لم يقتض إثبات إمارة أخرى . فعارضهم  
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  بمحو النبي صلى الله عليه وسلم اسم الرسالة من الصحيفة معارضة لا قبل لهم بها . ولذلك رجع منهم ألفان - أو من رجع منهم - .  
فتأملوا وجه اتباع المتشابهات ، وكيف أدى إلى الضلال والخروج عن الجماعة ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005588فإذا رأيتم الذي يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم     .  
والخاصية الثالثة :  
اتباع الهوى  ، وهو الذي نبه عليه قوله تعالى :  
فأما الذين في قلوبهم زيغ  والزيغ هو الميل عن الحق اتباعا للهوى ، وكذلك قوله تعالى :  
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله  وقوله :  
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم     .  
وليس في حديث الفرق ما يدل على هذه الخاصية ولا على التي قبلها . إلا أن هذه الخاصية راجعة في المعرفة بها إلى كل أحد في خاصة نفسه ، لأن اتباع الهوى أمر باطني فلا يعرفه غير صاحبه إذا لم يغالط نفسه ، إلا أن يكون عليها دليل خارجي .   
[ ص: 738 ] وقد مر أن أصل حدوث الفرق إنما هو الجهل بمواقع السنة ، وهو الذي نبه عليه الحديث بقوله :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005539اتخذ الناس رؤساء جهالا     . فكل أحد عالم بنفسه هل بلغ في العلم مبلغ المفتين أم لا ؟ وعالم [ إذا ] راجع النظر فيما سئل عنه : هل هو قائل بعلم واضح من غير إشكال أم بغير علم ؟ أم هو على شك فيه ؟ والعالم إذا لم يشهد له العلماء فهو في الحكم باق على الأصل من عدم العلم حتى يشهد فيه غيره ويعلم هو من نفسه ما شهد له به ، وإلا فهو على يقين من عدم العلم أو على شك ، فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى . إذ كان ينبغي له أن يستفتي في نفسه غيره ولم يفعل ، وكان من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ، ولم يفعل هذا .  
قال العقلاء : رأي المستشار أنفع لأنه بريء من الهوى ، بخلاف من لم يستشر فإنه غير بريء ، ولاسيما في الدخول في المناصب العلية والرتب الشرعية كرتب العلم .  
فهذا أنموذج ينبه صاحب الهوى في هواه ويضبطه إلى أصل يعرف به ؛ هل هو في تصدره إلى فتوى الناس متبع للهوى ، أم هو متبع للشرع ؟ .  
وأما الخاصية الثانية فراجعة إلى العلماء الراسخين في العلم ؛ لأن معرفة المحكم والمتشابه راجع إليهم يعرفونها ويعرفون أهلها ، فهم المرجوع إليهم في بيان من هو متبع للمحكم فيقلد في الدين ، ومن هو المتبع للمتشابه فلا يقلد أصلا .   
[ ص: 739 ] ولكن له علامة ظاهرة أيضا نبه عليها الحديث الذي فسرت الآية به ، قال فيه :  
فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه ، فهم الذين عنى الله فاحذروهم ، خرجه القاضي  
 nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق  ، وقد تقدم أول الكتاب .  
فجعل من شأن المتبع للمتشابه أنه يجادل فيه ويقيم النزاع على الإيمان ، وسبب ذلك أن الزائغ المتبع لما تشابه من الدليل لا يزال في ريب وشك ، إذ المتشابه لا يعطى بيانا شافيا ، ولا يقف منه متبعه على حقيقة ، فاتباع الهوى يلجئه إلى التمسك به ، والنظر فيه لا يتخلص له ، فهو على شك أبدا ، وبذلك يفارق الراسخ في العلم ، لأن جداله إن افتقر إليه فهو في مواقع الإشكال العارض طلبا لإزالته ، فسرعان ما يزول إذا بين له موضع النظر .  
وأما ذو الزيغ فإن هواه لا يخليه إلى طرح المتشابه . فلا يزال في جدال عليه وطلب لتأويله .  
ويدل على ذلك أن الآية نزلت في شأن  
نصارى نجران   ، وقصدهم أن يناظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في  
عيسى ابن مريم   عليهما السلام ، وأنه الله ، أو أنه ثالث ثلاثة ، مستدلين بأمور متشابهات من قوله : فعلنا وخلقنا وهذا كلام جماعة . ومن أنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى وهو كلام طائفة أخرى ، ولم ينظروا إلى أصله ونشأته بعد أن لم يكن ، وكونه كسائر بني  
آدم   يأكل ويشرب وتلحقه الآفات والأمراض . والخبر مذكور في السير .  
والحاصل : أنهم إنما أتوا لمناظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجادلته لا      
[ ص: 740 ] يقصدوا اتباع الحق .  
والجدال على هذا الوجه لا ينقطع ، ولذلك لما بين لهم الحق ولم يرجعوا عنه دعوا إلى أمر آخر خافوا منه الهلكة فكفوا عنه ؛ وهو المباهلة . وهو قوله تعالى :  
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم     . الآية ، وشأن هذا الجدال أنه شاغل عن ذكر الله وعن الصلاة ، كالنرد والشطرنج وغيرهما .  
وقد نقل  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد  أنه قال : جلس  
 nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد  وشبيب بن شيبة  ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر .  
قال : فلما صلوا جعل  
عمرو  يقول : هيه  
أبا معمر     ! هيه  
أبا معمر     ! فإذا رأيتم أحدا شأنه أبدا الجدال في المسائل مع كل أحد من أهل العلم ، ثم لا يرجع ولا يرعوي ، فاعلموا أنه زائغ القلب متبع للمتشابه فاحذروه     .  
وأما ما يرجع للأول فعامة لجميع العقلاء من أهل الإسلام ، لأن التواصل والتقاطع معروف عند الناس كلهم ، وبمعرفته يعرف أهله . وهو الذي نبه عليه حديث الفرق إذ أشار إلى الافتراق شيعا بقوله :  
وستفترق هذه الأمة على كذا  ولكن هذا الافتراق إنما يعرف بعد الملابسة والمداخلة ، وأما قبل ذلك فلا يعرفه كل أحد ، فله علامات تتضمن الدلالة على التفرق، أولا : مفاتحة الكلام ، وذلك إلقاء المخالف لمن لقيه ذم المتقدمين ممن اشتهر علمهم وصلاحهم واقتداء الخلف بهم ،      
[ ص: 741 ] ويختص بالمدح من لم يثبت له ذلك من شاذ مخالف لهم ، وما أشبه ذلك .  
وأصل هذه العلامة في الاعتبار تكفير  
الخوارج      - لعنهم الله - الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، فإنهم ذموا من مدحه الله ورسوله واتفق السلف الصالح على مدحهم والثناء عليهم ، ومدحوا من اتفق السلف الصالح على ذمه  
كعبد الرحمن بن ملجم  قاتل  
علي     - رضي الله عنه - ، وصوبوا قتله إياه ، وقالوا : إن في شأنه نزل قوله تعالى :  
ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله  وأما التي قبلها وهي قوله :  
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا  ، فإنها نزلت في شأن  
علي     - رضي الله عنه - ، وكذبوا - قاتلهم الله - وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16689عمران بن حطان  في مدحه  
لابن ملجم     .  
يا ضربة من تقي ما أراد بها  إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا      إني لأذكره يوما فأحسبه  
أوفى البرية عند الله ميزانا  
   .  
وكذب - لعنه الله - فإذا رأيت من يجري على هذا الطريق ، فهو من الفرق المخالفة ، وبالله التوفيق .  
وروي عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل ابن علية  ، قال : حدثني  
اليسع  ، قال : تكلم  
 nindex.php?page=showalam&ids=17263واصل بن عطاء  يوما - يعني المعتزلي - فقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد     : ألا تسمعون ؟ ما كلام  
الحسن  و  
 nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين     - عندما تسمعون - إلا خرقة حيض ملقاة .   
[ ص: 742 ] وروي أن زعيما من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه ، فكان يقول : إن علم  
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  و  
أبي حنيفة  ، جملته لا يخرج من سراويل امرأة .  
هذا كلام هؤلاء الزائغين ، قاتلهم الله .  
و [ أما ] العلامة التفصيلية في كل فرقة فقد نبه عليها وأشير إلى جملة منها في الكتاب والسنة ، وفي ظني أن من تأملها في كتاب الله وجدها منبها عليها ومشارا إليها ، ولولا أنا فهمنا من الشرع الستر عليها لكان في الكلام في تعيينها مجال متسع مدلول عليه بالدليل الشرعي ، وقد كنا هممنا بذلك في ماضي الزمان . فغلبنا عليه ما دلنا على أن الأولى خلاف ذلك .  
فأنت ترى أن الحديث الذي تعرضنا لشرحه لم يعين في الرواية الصحيحة واحدة منها ، لهذا المعنى المذكور ، والله أعلم - وإنما نبه عليه في الجملة لتحذر مظانها ، وعين في الحديث المحتاج إليه منها، وهي الفرقة الناجية ليتحراها المكلف ، وسكت عن ذلك في الرواية الصحيحة ، لأن ذكرها في الجملة يفيد الأمة الخوف من الوقوع فيها ، وذكر في الرواية الأخرى فرقة من الفرق الهالكة لأنها - كما قال - أشد الفرق على الأمة . وبيان كونها أشد فتنة من غيرها سيأتي آخرا إن شاء الله .