وأما أنه
يزداد من الله بعدا :
فلما روي عن
الحسن : أنه قال : " صاحب البدعة; ما يزداد من الله اجتهادا صياما وصلاة ، إلا ازداد من الله بعدا " .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ; قال : " ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا ، إلا ازداد من الله بعدا " .
ويصحح هذا النقل ما أشار إليه الحديث الصحيح في قوله عليه الصلاة والسلام في
الخوارج : يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقرون
[ ص: 156 ] صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم إلى أن قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005254يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .
فبين أولا اجتهادهم ، ثم بين آخرا بعدهم من الله تعالى .
وهو بين أيضا من جهة أنه لا يقبل منه صرف ولا عدل كما تقدم ، فكل عمل يعمله على البدعة ، فكما لو لم يعمله .
ويزيد على تارك العمل بالعناد الذي تضمنه ابتداعه ، والفساد الداخل على الناس به في أصل الشريعة وفي فروع الأعمال والاعتقادات ، وهو يظن مع ذلك أن بدعته تقربه من الله وتوصله إلى الجنة .
وقد ثبت بالنقل ( الصحيح الصريح ) بأنه لا يقرب إلى الله إلا العمل بما شرع ، وعلى الوجه الذي شرع وهو تاركه ، وأن البدع تحبط الأعمال وهو ينتحلها .