[ ص: 1327 ] سياق
ما روي من دعاء السلف الصالح على اللعانين ، وما أظهر الله من تعجيل العقوبة والنكال لهم في الدنيا ، وما أعد الله لهم في الآخرة أكثر
2360 - أنا
محمد بن عبد الله بن الحسين قال : أنا
عبد الله بن علي القطيعي قال : نا
محمد بن الحسين الفراء قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16272عارم أبو النعمان قال : نا
أبو عوانة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال :
" شكا أهل
الكوفة سعدا إلى
عمر ، حتى قالوا : لا يحسن يصلي . قال : فقال
سعد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=926684أما أنا فكنت أصلي لهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتي العشاءين ، لا أخرم عنهما أركد في الأوليين ، وأحذف في الأخريين . قال : ذاك الظن بك
أبا إسحاق . قال : فبعث رجالا يسألون عنه
بالكوفة قال : فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد
الكوفة إلا قالوا خيرا ، وأثنوا خيرا ، وأثنوا معروفا ، حتى أتوا مسجدا من مساجد
بني عبس ، فقال له
أبو سعدة : فأما إذ ناشدتمونا ، فإنه كان لا يعدل في القضية ، ولا يعدل بالسوية ، ولا يسير بالسرية . فقال
سعد : اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره ، وأطل عمره ، وعرض به الفتن . فقال
عبد الملك : فأنا رأيته بعد يتعرض النساء في السكك ، فإذا سئل كيف أنت ؟ فيقول : كبير مفتون أصابتني دعوة
سعد أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم .
2361 - أنا
محمد بن عبد الرحمن قال : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد البغوي قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : حدثني
محمد بن القرشي ، عن
عامر بن سعد قال :
[ ص: 1328 ] أقبل
سعد من أرض له ، فإذا الناس عكوف على رجل ، فاطلع فإذا هو يسب
طلحة والزبير وعليا ، فنهاه ، فكأنما زاده إغراء ، فقال : ويلك ما تريد إلى أن تسب أقواما هم خير منك ، لتنتهين أو لأدعون عليك ، فقال : هيه ، فكأنما تخوفني نبيا من الأنبياء . فانطلق فدخل دارا ، فتوضأ ودخل المسجد ، ثم قال : اللهم إن كان هذا قد سب أقواما قد سبق لهم منك خير أسخطك سبه إياهم فأرني اليوم به آية تكون آية للمؤمنين . قال : وتخرج بختية من دار بني فلان نادة لا يردها شيء ، حتى تنتهي إليه ، ويتفرق الناس عنه ، فتجعله بين قوائمها ، فتطؤه حتى طفئ . قال : فأنا رأيته يتبعه الناس ويقولون : استجاب الله لك
أبا إسحاق ، استجاب الله لك
أبا إسحاق .
2362 - أنا
علي بن محمد بن يعقوب قال : أنا
أحمد بن جعفر قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=12405إدريس بن عبد الكريم قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=12279أحمد بن عيسى المصري قال : نا
ابن وهب قال : أخبرني
عمر بن محمد ، أن أباه حدثه عن
nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=926685أن أروى خاصمته في أرض ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من أخذ شبرا من الأرض بغير حق طوق إلى سبع أرضين يوم القيامة " . ثم قال : اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها ، واجعل قبرها في دارها . قال : فرأيتها عمياء تلتمس الجدر ، تقول : أصابتني دعوة nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد ، بينما هي تمشي في الدار خرت في بئر الدار فوقعت فيها فكانت قبرها
أخرجه
مسلم .
[ ص: 1329 ] 2363 - وأنا
محمد بن عبد الرحمن قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=13147أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال : نا
أبو حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال :
" كنت أطوف
بالكعبة ، فإذا رجل يقول : اللهم اغفر لي ، وما أظن أن تغفر لي ، قلت : يا عبد الله ، ما سمعت أحدا يقول كما تقول قال : إني كنت قد أعطيت الله عهدا إن قدرت أن ألطم وجه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان لطمته ، فلما قتل ووضع على سرير في البيت والناس يصلون عليه ، دخلت كأني أصلي ، فوجدت خلوة ، فرفعت الثوب عن وجهه فلطمته ، وتنحيت وقد يبست يميني ، فإذا هي يابسة سوداء ، كأنها عود شيز .
2364 - أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16746عيسى بن علي قال : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد البغوي قال : نا
نعيم بن هيصم قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، \ح\ :
2365 - وأخبرنا
عبد الرحمن بن عمر قال : أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا جدي
يعقوب قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم قال : نا
عمير أبو الحباب ، عن
عمار بن سيف الضبي قال :
خرجنا في غزاة في البحر ، وعلينا
موسى بن كعب ، فكان معنا في المركب رجل يكنى
أبا حمان ، فأقبل يشتم
أبا بكر وعمر ، فنهيناه فلم ينته ، وزجرناه فلم ينزجر ، فأتينا على جزيرة في البحر فأرفينا إليها ثم خرجنا ، وتفرقنا نريد الوضوء لصلاة الظهر ، فأخبرنا أن الدبر ، يعني الزنابير ، وقعت على
أبي حمان فأتت على نفسه قال : فدفعت إليه وهو ميت قال
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم : فزادني في هذا الحديث نجدة بن المبارك السلمي قال :
[ ص: 1330 ] سمعت
أبا الحباب يذكر شيئا ، فأخبر الناس ، فتعجبوا وقالوا : هذه كانت مأمورة . قال
نجدة : فأقبل قوم يحفرون ، فاستوعرت علينا الأرض وصلبت ، فلم نقدر أن نحفر له ، فألقينا عليه الحجارة وورق الشجر " .
واللفظ
ليعقوب .
زاد
ابن منيع في حديثه : قال خلف :
" وكان صاحب لنا يبول ، فوقعت نحلة على ذكره فلم تضره ، فعلمنا أنها كانت مأمورة " .
2366 - أخبرنا
عبد الرحمن بن عمر قال : أنا
محمد بن أحمد قال : نا
يعقوب قال : نا
الوضاح بن حسان قال : نا
أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي قال : نا
عمر بن الحكم ، عن عمه قال : " خرجنا نريد مدان ، ومعنا رجل يسب
أبا بكر وعمر قال : فنهيناه فلم ينته ، وانطلق ليقضي حاجته ، فوقع عليه الدبر ، فلم يقلع عنه حتى قطعه " .
2367 - أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16746عيسى بن علي ، قال : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا
نعيم بن هيصم ، قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، قال \ح\ :
2368 - وأنا
عبد الرحمن بن عمر قال : نا
محمد بن أحمد قال : نا
يعقوب قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم قال : نا
بشر أبو الخصيب قال : " كنت رجلا تاجرا وكنت موسرا ، وكنت أسكن
بمدائن كسرى وذاك في زمان طاعون
هبيرة ، فأتاني أجير لي يدعى
أشرف ، فذكر أن رجلا ميتا في بعض خانات المدائن ، فأقبلت على دابتي ، حتى دخلت ذلك الخان ، فدفعت إلى رجل ميت مسجى ، على بطنه لبنة ، ومعه
[ ص: 1331 ] نفر من أصحابه ، فذكروا من عبادته وفضله ، فبعثت إلى كفن ليشترى له ، وبعثنا إلى حافر يحفر له قبرا ، وهيأت له لبنا ، وجلسنا نسخن له الماء لنغسله ، فإنا كذلك إذ وثب الميت وثبة ، فندرت اللبنة عن بطنه ، وهو يدعو بالويل والثبور والنار ، وفي حديث
ابن منيع : ففزع أصحابه عنه قال : فدنوت حتى أخذت بعضده فهززته ، ثم قلت : ما رأيت ؟ وما حالك ؟ قال : صحبت مشيخة من أهل
الكوفة قال
أبو الخصيب : فذكر أحد الثلاث خصال قال : فقال : أدخلوني في دينهم ، أو قال : هواهم ، أو قال : رأيهم ، الشك من
أبي الخصيب على
سب أبي بكر وعمر ، والبراءة منهما قال : فقلت : استغفر الله لا تعد قال : فقال : وما ينفعني ، وقد انطلق بي إلى مدخلهم من النار ، فأريته ثم قيل لي : إنك ترجع إلى أصحابك ، فتحدثهم بما رأيته ، ثم تعود إلى حالك قال : فما أدري انقضت كلمته ، أو عاد ميتا على حاله الأولى ، فانتظرت حتى أتيت بالكفن ، فأخذته ثم قلت لا كفنته ، ولا غسلته ، ولا صليت عليه ، ثم انصرفت ، فأخبرت أن النفر الذين كانوا معه هم الذين تولوا غسله ، ودفنه ، والصلاة عليه ، فقالوا لقوم : ما الذي استنكرتم من صاحبنا ؟ قالوا : إنما كانت خطفة من شيطان تكلم على لسانه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم : فقلت : يا
أبا الخصيب ، هذا الذي حدثني لمشهد منك ؟ قال : بصر عيني ، وسمع أذني " .
واللفظ
ليعقوب ، إلا كلمة بينتها في خلال الحديث
2369 - وأنا
عبد الرحمن بن عمر قال : نا
محمد بن أحمد قال : نا
يعقوب قال : نا
الوضاح بن حسان قال : نا
المحياة . . " أن رجلا كان يسب
أبا بكر وعمر ، وكان قد صحبنا في سفر ، فنهيناه فلم ينته ، فقلنا له : اجتنبنا ، ففعل ، فلما أردنا الرجوع تذممنا ، فقلنا : لو صحبنا حتى
[ ص: 1332 ] نرجع ، فلقينا غلامه ، فقلنا له : قل لمولاك يرجع إلينا ، فقال : إنه قد حدث بي أمر عظيم ، فأخرج ذراعيه ، فإذا هما ذراعا خنزير ، فتحول إلينا ، فكان معنا ، حتى انتهينا إلى قرية كثيرة الخنازير ، فلما رآها صاح صياح الخنازير ، فوثب من دابته ، فإذا هو خنزير ، فاختلط مع الخنازير ، فلم نعرفه ، فجئنا بمتاعه وغلامه إلى
الكوفة " .
2370 - أنا
عبيد الله بن محمد قال : أنا
عثمان بن أحمد قال : نا
حنبل قال : نا
داود بن شبيب قال : نا
حماد قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال له :
مر غلامك ، فلينظر إلى وجه هذا الرجل ، فقلت له : أنت تكفيني ، أخبرني عنه ، فقال : إن هذا الرجل قد سود الله وجهه ، كان يقع في
علي ،
وطلحة ،
والزبير ، فجعلت أنهاه فجعل لا ينتهي ، فقلت : اللهم إن كنت تعلم أنه قد كانت لهم سوابق وقدم ، فإن كان مسخطا لك ما يقول فأرني به آية ، واجعله آية للناس ، فسود الله وجهه .
2371 - أنا
علي بن محمد بن يعقوب ، أنا
الحسن بن عثمان قال : نا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال : نا
عثمان بن سعيد الحداد قال : حدثني
محمد بن يوسف ،
بسمتياط قال : نا
أبو الصقر الخلاطي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15265المعافى بن عمران قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : " كنت امرأ أغدو إلى الصلاة بغلس ، فغدوت ذات يوم ، وكان لنا جار كان له كلب عقور ، فقعدت أنظر حتى يتنحى ، فقال لي الكلب : جز يا
أبا عبد الله ، فإنما أمرت بمن يشتم
أبا بكر وعمر " .
2372 - ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12998أبو عبد الله بن بطة قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=13652أبو بكر الآجري قال : سمعت
ابن أبي الطيب يقول : حدثني
جعفر الصايغ ، وأشار إلى
[ ص: 1333 ] أسطوانة الجامع ، يعني بمدينة
المنصور ، يقول : عند تلك الأسطوانة قال : " إنه كان في جيران
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجل ، وكان ممن يمارس المعاصي والقاذورات ، فجاء يوما مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل فسلم عليه ، فكأن
أحمد لم يرد عليه ردا تاما ، وانقبض منه ، فقال له : يا
أبا عبد الله لم تنقبض مني ؟ إني قد انتقلت عما كنت تعهده مني برؤيا رأيتها . قال : وأي شيء رأيت تقدم ؟ قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علو من الأرض ، وناس كثير أسفل جلوس قال : فتقدم رجل رجل منهم إليه ، فيقولون : ادع لنا حتى لم يبق من القوم غيري قال : فأردت أن أقوم فاستحييت من قبح ما كنت عليه قال : فقال لي : يا فلان ، لم لا تقوم وتسألني أدعو لك ؟ فكأني قلت : يا رسول الله ، يقطعني الحياء من قبح ما أنا عليه قال : إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدعو لك ، إنك لا تسب أحدا من أصحابي قال : فقمت فدعا لي قال : فانتبهت ، وقد بغض الله إلي ما كنت عليه " قال : فقال لنا
أبو عبد الله : يا
جعفر ، يا فلان ، يا فلان حدثوا بهذا ، واحفظوا فإنه ينفع "
2373 - حدثني
يوسف بن الحسن بن إبراهيم الخياط ، شيخ صالح كان في جوارنا ، وكان يسكن في الجانب الشرقي ، فانتقل إلى الغربي ، وكان في خدمة
شاشنيكير الحاجب قال : كان في الجانب الشرقي في وقت إلى
الحسين بن بويه رجل
ديلمي من قواده يسمى جبنة مشهور ، وجه من وجوه عسكره ، ويذكر جماعة من الحاضرين لهذه الحكاية أنه كان رجلا مشهورا له مال ونجدة وجمال قال : بينما هو واقف يوما في موسم الحج
ببغداد ، وقد أخذ الناس في الخروج إلى
مكة إذ عبر به رجل يعرف
بعلي الدقاق المعافري قال
يوسف : هو حدثني بهذه القصة ، وشرحها إذ هو صاحبها ، والمبتلى بها ، وكنت أسمع غيره من الناس يذكرونها لشهرتها ، إلا أني سمعته يقول :
[ ص: 1334 ] عبرت على جبنه ، فقال لي : يا علي هو ذا تحج هذه السنة ؟ قلت : لم تتفق لي حجة إلا الآن ، وأنا في طلبها ، فقال لي جوابا عن كلامي : أنا أعطيك حجة . فقلت له من غير أن يصح في نفسي كلامه : هاتها ، فقال : يا غلام مر إلى
عثمان الصيرفي وقل له يزن لك عشرين دينارا ، فمررت مع غلامه فوزن لي
عثمان عشرين دينارا ورجعت إليه فقال لي : أصلح أمورك ، فإذا عزمت على الرحيل فأرني وجهك لأوصيك بوصية ، فانصرفت عنه ، وهيأت أموري ، فرجعت إليه ، فقال لي أولا : قد وهبت هذه الحجة لك ، ولا حاجة لي فيها ، ولكن أحملك رسالة إلى
محمد . فقلت : ما هي ؟ قال : قل له أنا بريء من صاحبيك
أبي بكر وعمر اللذين هما معك ، ثم حلفني بالطلاق إنك لتقولنها ، وتبلغن هذه الرسالة إليه ، فورد علي مورد عظيم ، وخرجت من عنده مهموما حزينا ، وحججت ، ودخلت
المدينة ، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصرت مترددا في الرسالة ، أبلغها أم لا ؟ وفكرت في أني إن لم أبلغها طلقت امرأتي ، وإن بلغتها عظمت علي مما أواجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستخرت الله تعالى في القول ، وقلت : إن فلان بن فلان يقول كذا وكذا ، وأديت الرسالة بعينها ، واغتممت غما شديدا ، وتنحيت ناحية ، فغلبتني عيناي ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : قد سمعت الرسالة التي أديتها ، فإذا رجعت إليه فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : أبشر يا عدو الله يوم التاسع والعشرين من قدومك
بغداد بنار جهنم . وقمت وخرجت ، ورجعت إلى
بغداد ، فلما عبرت إلى الجانب الشرقي ، فكرت وقلت : إن هذا رجل سوء ، بلغت رسالته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبلغ رسالته إليه ، وما هو إلا أن أخبره بها حتى يأمر بقتلي أو يقتلني بيده ، وأخذت أقدم وأؤخر ، فقلت :
[ ص: 1335 ] لأقولنها لو كان فيها قتلي ، ولا أكتم رسالته ، وأخالف أمره ، فدخلت عليه قبل الدخول على أهلي ، فما هو أن وقع عينه علي ، فقال لي : يا
دقاق ما عملت في الرسالة ؟ قلت : أديتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن قد حملني جوابها قال : ما هي ؟ فقصصت عليه رؤياي ، فنظر إلي ، وقال : إن قتل مثلك علي هين ، وسب وشتم ، وكان بيده زوبين يهزه ، فهزه في وجهي ، ولكن لأتركنك إلى اليوم الذي ذكرته بهذا الزوبين ، وأشار إلى الزوبين ، ولامني الحاضرون ، وقال لغلامه : احبسه في الإسطبل وقيده . فحبست وقيدت ، وجاءني أهلي وبكوا علي ورثوا لي ولاموني ، فقلت : قضي الذي كان ، ولا موت إلا بأجل ، ولم تزل تمر بي الأيام ، والناس يتفقدونني ، ويرحمونني فيما أنا فيه ، حتى مضت سبعة وعشرون يوما ، فلما كانت الليلة الثامنة والعشرون ، واتخذ الديلمي دعوة عظيمة أحضر فيها عامة وجوه قواد العسكر ، وجلس معهم للشرب ، فلما كان نصف الليل جاءني السايس ، فقال : يا دقاق ، القائد أخذته حمى عظيمة ، وقد تدثر بجميع ما في الدار ووقع عليه الغلمان فوق الثياب ، وهو ينتفض في الثياب نفضا عظيما ، وكان على حالته اليوم الثامن والعشرين ، وأتى ليلة التاسع والعشرين ، ودخل السايس نصف الليل ، وقال : يا دقاق مات القائد ، وحل عني القيد ، فلما أصبحنا اجتمع الناس من كل وجه ، وجلس القواد للعزاء ، وأخرجت أنا ، وكانت قصتي مشهورة ، واستعادوني فقصصت عليهم ، ورجع جماعة كثيرة عن مذاهبهم الردية ، وخليت أنا " .