ولو ذهبنا نذكر قصص الرسل ومحاورتهم مع قومهم وعواقب ذلك لطال الفصل . وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته في قومه وصبره على أذاهم وما جرى له معهم فأجلى من الشمس في نحر الظهيرة والقرآن كله من [ ص: 408 ] فاتحته إلى خاتمته في شأن ذلك .
( وأنزل ) الله عز وجل ( الكتاب ) اسم جنس لكل كتاب أنزله الله عز وجل على رسله وأشهرها الأربعة وهي : التوراة على موسى موعظة وتفصيلا لكل شيء . والإنجيل على عيسى فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين . والزبور على داود الذي كان إذا قرأه أوبت معه الجبال والطير . والقرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه . ( والتبيانا ) من عطف التفسير الذي هو أعم من المفسر لأن التبيان منه المتعبد بتلاوته والعلم به وهو الكتاب . ومنه المتعبد بالعمل به فقط وهو السنة وما في معناها . ( من أجله ) أي من أجل التوحيد ( وفرق الفرقانا ) إذ يقول تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) ( الإسراء : 106 ) الآيات . وسنذكر إن شاء الله تعالى أصل عبادة الأصنام وغيرها في فصل بيان ضد التوحيد الذي هو الشرك ، وبالله التوفيق .