فصل يجمع معنى حديث
جبريل المشهور في تعليمنا الدين ، وأنه ينقسم إلى ثلاث مراتب : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، وبيان أركان كل منها .
اعلم بأن الدين قول وعمل فاحفظه وافهم ما عليه ذا اشتمل
[ ص: 38 ] كفاك ما قد قاله الرسول إذ جاءه يسأله
جبريل على مراتب ثلاث فصله جاءت على جميعه مشتمله الاسلام والإيمان والإحسان والكل مبني على أركان فقد أتى
الإسلام مبني على خمس فحقق وادر ما قد نقلا أولها الركن الأساس الأعظم وهو الصراط المستقيم الأقوم ركن الشهادتين فاثبت واعتصم بالعروة الوثقى التي لا تنفصم وثانيا إقامة الصلاة وثالثا تأدية الزكاة والرابع الصيام فاسمع واتبع والخامس الحج على من يستطع فتلك خمسة
وللإيمان ستة أركان بلا نكران إيماننا بالله ذي الجلال وما له من صفة الكمال وبالملائكة الكرام البرره وكتبه المنزلة المطهره ورسله الهداة للأنام من غير تفريق ولا إيهام أولهم
نوح بلا شك كما أن
محمدا لهم قد ختما وخمسة منهم أولوا العزم الألى في سورة الأحزاب والشورى تلا وبالمعاد أيقن بلا تردد ولا ادعا علم بوقت الموعد لكننا نؤمن من غير امترا بكل ما قد صح عن خير الورى من ذكر آيات تكون قبلها وهي علامات وأشراط لها ويدخل الإيمان بالموت وما من بعده على العباد حتما وأن كلا مقعد مسئول ما الرب ما الدين وما الرسول ؟
[ ص: 39 ] وعند ذا يثبت المهيمن بثابت القول الذين آمنوا ويوقن المرتاب عند ذلك بأن ما مورده المهالك وباللقا والبعث والنشور وبقيامنا من القبور غرلا حفاة كجراد منتشر يقول ذو الكفران : ذا يوم عسر ويجمع الخلق ليوم الفصل جميعهم علويهم والسفلي في موقف يجل فيه الخطب ويعظم الهول به والكرب وأحضروا للعرض والحساب وانقطعت علائق الأنساب وارتكمت سجائب الأهوال وانعجم البليغ في المقال وعنت الوجوه للقيوم واقتص من ذي الظلم للمظلوم وساوت الملوك للأجناد وجيء بالكتاب والأشهاد وشهدت الأعضاء والجوارح وبدت السوءآت والفضائح وابتليت هنالك السرائر وانكشف المخفي في الضمائر ونشرت صحائف الأعمال تؤخذ باليمين والشمال طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عين والويل للآخذ بالشمال وراء ظهر للجحيم صالي والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عملا فبين ناج راجح ميزانه ومقرف أوبقه عدوانه وينصب الجسر بلا امتراء كما أتى في محكم الأنباء يجوزه الناس على أحوال بقدر كسبهم من الأعمال
[ ص: 40 ] فبين مجتاز إلى الجنان ومسرف يكب في النيران والنار والجنة حق وهما موجودتان لا فناء لهما وحوض خير الخلق حق وبه يشرب في الأخرى جميع حزبه كذا له
الشفاعة العظمى كما قد خصه الله بها تكرما من بعد إذن الله لا كما يرى كل قبوري على الله افترى يشفع أولا إلى الرحمن في فصل القضاء بين أهل الموقف من بعد أن يطلبها الناس إلى كل أولي العزم الهداة الفضلا وثانيا يشفع في استفتاح دار النعيم لأولي الفلاح هذا وهاتان الشفاعتان قد خصتا به بلا نكران وثالثا يشفع في أقوام ماتوا على دين الهدى الإسلام وأوبقتهم كثرة الآثام فأدخلوا النار بذا الإجرام أن يخرجوا منها إلى الجنان بفضل رب العرض ذي الإحسان وبعده يشفع كل مرسل وكل عبد ذي صلاح وولي ويخرج الله من النيران جميع من مات على الإيمان في نهر الحياة يطرحونا فحما فيحيون وينبتونا كأنما ينبت في هيئاته حب حميل السيل في حافاته والسادس الإيمان بالأقدار فأيقنن بها ولا تمار فكل شيء بقضاء وقدر والكل في أم الكتاب مستطر لا نوء لا عدوى ولا طير ولا عما قضى الله تعالى حولا لا غول لا هامة لا ولا صفر كما بذا أخبر سيد البشر
[ ص: 41 ] وثالث
مرتبة الإحسان وتلك أعلاها لدى الرحمن وهو رسوخ القلب في العرفان حتى يكون الغيب كالعيان .