وحله بالوحي نصا يشرع أما بسحر مثله فيمنع
( وحله ) ; يعني حل السحر عن المسحور ( بـ ) الرقى والتعاويذ والأدعية من ( الوحي ) الكتاب والسنة ( نصا ) أي بالنص ( يشرع ) كما رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين ، وكما يشمل ذلك أحاديث الرقى المتقدمة في بابها التي أمر بها الشارع صلى الله عليه وسلم وندب إليها ، ومن أعظمها : فاتحة الكتاب وآية الكرسي والمعوذتان وآخر سورة الحشر ، فإن ضم إلى ذلك الآيات التي فيها التعوذ [ ص: 566 ] من الشياطين مطلقا والآيات التي يتضمن لفظها إبطال السحر كقوله تعالى : ( فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) ( الأعراف : 119 ) وقوله عز وجل : ( ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) ( يونس : 81 ) وقوله تعالى : ( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ) ( طه : 69 ) ونحوها ، كان ذلك حسنا ، ومثل ذلك الأدعية والتعاويذ المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في الأحاديث الصحيحة كما تقدم كثير منها في باب الرقى ، وكحديث : " ربنا الله الذي في السماء تبارك اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع ، فيبرأ " رواه أبو داود . وكحديث أنه قال : عثمان بن أبي العاص أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " امسح بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد " . قال : ففعلت فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وكتب السنة من الأمهات وغيرها مشحونات بالأدعية والتعوذات الكافية الشافية بإذن الله عز وجل ، فمن ابتغى ذلك وجده ، والله الموفق .