[ ص: 822 ] [
حشر الخلائق للعرض ]
وأحضروا للعرض والحساب وانقطعت علائق الأنساب وارتكمت سحائب الأهوال
وانعجم البليغ في المقال
( وأحضروا للعرض ) العرض له معنيان :
معنى عام : وهو عرض الخلائق كلهم على ربهم عز وجل بادية له صفحاتهم لا تخفى عليه منهم خافية ، هذا يدخل فيه من يناقش الحساب ومن لا يحاسب .
والمعنى الثاني : عرض معاصي المؤمنين عليهم وتقريرهم بها وسترها عليهم ومغفرتها لهم ، والحساب والمناقشة . وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه العزيز في غير ما موضع إجمالا وتفصيلا كما قال : (
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) ( الحاقة : 18 ) الآيات . وقال تعالى : (
وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ) ( الكهف : 48 ) الآيات . وقال تعالى : (
ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) ( النمل : 83 - 84 ) وقال تعالى : (
يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( الزلزلة : 6 - 8 ) وقال تعالى : (
فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ( الحجر : 92 ، 93 ) وقال تعالى : (
وقفوهم إنهم مسئولون ) ( الصافات : 24 ) وقال تعالى : (
إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) ( الغاشية : 26 ) وغير ذلك من الآيات .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن
عمر رضي الله عنه قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن
[ ص: 823 ] تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزنوا للعرض الأكبر (
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) ( الحاقة : 18 ) .
وروى
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025117يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله " .
nindex.php?page=showalam&ids=13948وللترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه نحوه . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود نحوه موقوفا .
وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025118سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال : " ما أنزل الله فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( الزلزلة : 7 - 8 ) .
وروى الإمام
أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=1025119عن صعصعة بن معاوية عم nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( الزلزلة 7 - 8 ) قال : حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها .
[ ص: 824 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
أنس قال :
كان أبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ( الزلزلة : 7 - 8 ) فرفع أبو بكر يده وقال : يا رسول الله أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر ؟ فقال : يا أبا بكر ، ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة " .
وعن
أبي العالية في قوله : (
فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ( الحجر : 92 ، 93 ) قال : يسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة عما كانوا يعبدون وعماذا أجابوا المرسلين .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال والذي لا إله غيره ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول : ابن
آدم ماذا غرك مني بي ، ابن
آدم ماذا عملت فيما علمت ، ابن
آدم ماذا أجبت المرسلين ؟
nindex.php?page=showalam&ids=16328ولابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
يا معاذ إن المرء يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه حتى كحل عينيه ، وعن فتات الطينة بأصبعيه فلا ألفينك يوم القيامة وأحد غيرك أسعد بما آتاك الله منك " .
[ ص: 825 ] وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (
فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ( الحجر : 92 ) قال :
فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) ( الرحمن : 39 ) قال لا يسألهم هل عملتم كذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول : لم عملتم كذا وكذا ؟ وفي الصحيح عن
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025122ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك . فقلت : يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) ( الانشقاق : 7 ، 8 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب " .
وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025123يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به ؟ فيقول : نعم . فيقال له : قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك " .
وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم قال : قال النبي : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025124ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة " .
وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16232صفوان بن محرز قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025125بينما nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن - أو قال يا nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كتفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا ؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين ، فيقول أنا سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته . وأما الآخرون أو الكفار [ ص: 826 ] فينادى على رءوس الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " .
وفي
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025126لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل فيه وعن ماله أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه " . وقال حسن صحيح .