[ ص: 1048 ] ( فصل ) : في
معرفة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وتبليغه الرسالة ، وإكمال الله لنا به الدين ، وأنه خاتم النبيين ، وأفضل الخلق أجمعين ، وأن من ادعى النبوة بعده ، فهو كاذب يكفر من صدقه واتبعه .
نبينا محمد من هاشم إلى الذبيح دون شك ينتمي
.
نسبه - صلى الله عليه وسلم .
نبينا
محمد - صلى الله عليه وسلم - من ولد هاشم ، وهو - صلى الله عليه وسلم -
أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، واسمه شيبة الحمد بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف ، واسمه مغيرة بن قصي ، واسمه زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأمه - صلى الله عليه وسلم -
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي .
وأم عبد الله فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي .
[ ص: 1049 ] وأم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .
وأم هاشم عاتكة بنت مرة بن هلال .
وأم عبد مناف حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي .
وأم قصي فاطمة بنت سعيد بن سيل أحد الجدرة من
جعثمة الأسد من
اليمن .
وأم كلاب هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة .
وأم مرة حبشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر .
وأم كعب ماوية بنت كعب بن القين بن الجسر من
قضاعة .
وأم لؤي سلمى بنت عمرو الخزاعي .
وأم غالب ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة .
وأم فهر بن مالك جندلة بنت الحارث بن مضاض الجرهمي .
وأم مالك عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان .
وأم النضر برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر .
وأم كنانة عوانة بنت سعد بن قيس بن عيلان بن مضر .
وأم خزيمة امرأة من
قضاعة .
وأم مدركة بن إلياس خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة .
وأم إلياس بن مضر جرهمية .
وأم مضر سودة بنت عك بن عدنان .
وأم ربيعة أخي مضر شقيقة بنت عك بن عدنان . وهاتان القبيلتان المضروب بهما المثل -
ربيعة ومضر - ابنا
نزار بن معد بن عدنان ،
ولمضر أخ شقيق وهو
إياد بن نزار ،
ولربيعة أخ شقيق أيضا وهو
أنمار بن نزار . وهذا هو النسب المتفق على سرده ، لا خلاف فيه لأحد ، وكذا لا خلاف في
[ ص: 1050 ] أن نسب
عدنان إلى الذبيح
إسماعيل الحليم ، ابن
إبراهيم الخليل ، عليهما الصلاة والسلام ، وكذا لا خلاف في أن
إبراهيم ينتمي إلى
سام بن نوح ، وهو أبو العرب قاطبة ، وكذا لا خلاف في أن
نوحا ينتمي إلى
شيث بن آدم ، وهو وصي أبيه عليهم السلام ، وإنما الخلاف في كمية الآباء بين
عدنان وإسماعيل بن إبراهيم ، وبين
إبراهيم وسام بن نوح ، وبين
نوح وشيث بن آدم ، وقد كان كثير من أئمة الدين ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك بن أنس الإمام وغيره ، يكرهون تعداد الآباء من فوق
عدنان ، ويقولون : هم رجم بالغيب ، وما يدري من يفعل ذلك ، والله تعالى يقول : (
وقرونا بين ذلك كثيرا ) ، ( الفرقان 38 ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر - رحمه الله : كان قوم من السلف ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمر بن ميمون الأودي nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب القرظي ، إذا تلوا : (
والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ) ، ( إبراهيم 9 ) ، قالوا : كذب النسابون .
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا بلغ
عدنان يقول : كذب النسابون . قال
السهيلي : وقد رأى جماعة جواز ذلك ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري وغيرهم من العلماء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر : والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب
عدنان قالوا :
عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، عليهما السلام .
والمقصود أن نبينا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الله تعالى من أوسط العرب نسبا ، وأكرمهم حسبا ، وأعلاهم كعبا ، وأعظمهم جرثومة ، وأشرفهم أصلا ، وأطيبهم فرعا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج - رحمه الله تعالى : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17030محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا ، عن
الوليد . قال
ابن مهران : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن
أبي عمار شداد أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة بن الأسقع يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025479إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، [ ص: 1051 ] واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم .
وروى
الترمذي ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025480عن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله ، إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى خلق الخلق ، فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين ، ثم خير القبائل ، فجعلني في خير قبيلة ، ثم خير البيوت ، فجعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا .
وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025481فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ، فقال : من أنا ؟ فقالوا : أنت رسول الله ، عليك السلام . قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله تعالى خلق الخلق ، فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين ، فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا ، فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نفسا .
هذا حديث حسن . وحمى الله - تبارك وتعالى - أصول نبينا من سفاح الجاهلية ، فلم يشب نسبه شيء من ذلك ، لا من جهة آبائه ، ولا من جهة أمهاته ، ولم يولد إلا من نكاح كنكاح الإسلام ، كما رواه جماعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق ، عن آبائه مرفوعا :
إني ولدت من نكاح ، ولم أولد من سفاح .