خلافة عثمان ، رضي الله عنه .
ثالثهم nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ذو النورين ذو الحلم والحيا بغير مين بحر العلوم جامع القرآن
منه استحت ملائك الرحمن بايع عنه سيد الأكوان
بكفه في بيعة الرضوان
.
( ثالثهم ) في الخلافة والفضل كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر السابق (
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ) بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، من السابقين الأولين إلى الإسلام بدعوة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق إياه ، وزوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رقية ابنته - رضي الله عنها ، وهاجر الهجرتين وهي معه ، وتخلف عن
بدر لمرضها ، وضرب له النبي - صلى الله عليه وسلم - بسهمه وأجره ، وبعد وفاتها زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم -
أم كلثوم بمثل صداق
رقية على مثل صحبتها ، وبذلك تسمى (
nindex.php?page=showalam&ids=7ذو النورين ) ; لأنه تزوج ابنتي نبي ، واحدة بعد واحدة ، ولم يتفق ذلك لغيره - رضي الله عنه .
( ذا الحلم ) التام الذي لم يدركه غيره ( والحياء ) الإيماني الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024738الحياء شعبة من الإيمان ، وقال :
أشدكم حياء عثمان . ( بحر العلوم )
[ ص: 1161 ] الفهم التام في كتاب الله تعالى حتى إن كان ليقوم به في ركعة واحدة ، فلا يركع إلا في خاتمتها ، إلا ما كان من سجود القرآن .
( جامع القرآن ) لما خشي الاختلاف في القرآن والخصام فيه في أثناء خلافته - رضي الله عنه ،
فجمع الناس على قراءة واحدة ، وكتب المصحف على القراءة الأخيرة التي درسها جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر سني حياته .
وكان سبب ذلك أن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان كان في بعض الغزوات ، وقد اجتمع فيها خلق من
أهل الشام ممن يقرأ على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=53المقداد بن الأسود nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، وجماعة من
أهل العراق ممن يقرأ على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وأبي موسى ، وجعل من لا يعلم بجواز القراءة على سبعة أحرف يفضل قراءته على قراءة غيره ، وربما خطأه الآخر أو كفره ، فأدى ذلك إلى خلاف شديد وانتشار الكلام السيء بين الناس ، فركب
حذيفة إلى
عثمان فقال : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها كاختلاف
اليهود والنصارى في كتبهم ، وذكر له ما شاهد من اختلاف الناس في القراءة ، فعند ذلك جمع الصحابة وشاورهم في ذلك ، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد ، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون ما سواه لما رأى في ذلك من مصلحة كف المنازعة ودفع الاختلاف ، فاستدعى بالصحف التي كان أمر زيد بن ثابت بجمعها ، فكانت عند
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أيام حياته ، ثم كانت عند
عمر ، فلما توفي صارت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة أم المؤمنين ، فاستدعى بها
عثمان ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت الأنصاري أن يكتب ، وأن يملي عليه
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص الأموي بحضرة
nindex.php?page=showalam&ids=16415عبد الله بن الزبير الأسدي ،
وعبد الرحمن [ ص: 1162 ] بن الحارث بن هشام المخزومي ، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة
قريش ، فكتب
لأهل الشام مصحفا ،
ولأهل مصر آخر ، وبعث إلى
البصرة مصحفا ، وإلى
الكوفة بآخر ، وأرسل إلى
مكة مصحفا ، وإلى
اليمن مثله ، وأقر
بالمدينة مصحفا ، ويقال لهذه المصاحف " الأئمة " ، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس مما يخالف ما كتبه ، فحرقه لئلا يقع بسببه اختلاف .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11939وأبو بكر بن أبي داود السجستاني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة قال : قال لي
علي - رضي الله عنه - حين حرق
عثمان المصاحف : لو لم يصنعه هو ، لصنعته .
وروى
البيهقي عنه - رضي الله عنه - قال : قال
علي - رضي الله عنه : أيها الناس ، إياكم والغلو في
عثمان ، تقولون حرق المصاحف ، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ولو وليت مثل ما ولي ، لفعلت مثل الذي فعل .
( منه استحت ملائك الرحمن ) كما في الصحيح ، عن
عطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن
عائشة - رضي الله عنها - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025638كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعا في بيتي ، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له ، وهو على تلك الحال فتحدث ، ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو كذلك فتحدث ، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وسوى ثيابه . قال محمد - يعني : ابن أبي حرملة الراوي عنهم : ولا أقول ذلك في يوم واحد فدخل فتحدث ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش له ، ودخل عمر ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك . فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة .
[ ص: 1163 ] وعن
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص أن
عائشة - رضي الله عنها -
وعثمان - رضي الله عنه - حدثاه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025639أن أبا بكر - رضي الله عنه - استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف ، قال عثمان : ثم استأذنت عليه فجلس ، وقال لعائشة : اجمعي عليك ثيابك . فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - كما فزعت لعثمان ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته .
( بايع عنه ) حين ذهب
لمكة في حاجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، ( سيد الأكوان )
محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكفه ضرب بها على الأخرى ، وقال : هذه
لعثمان ( في بيعة الرضوان ) لما غاب عنها فيما ذكرنا ، وكان انحباسه
بمكة هو سبب البيعة ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة ، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليبعثه إلى
مكة ; ليبلغ عنه أشراف
قريش ما جاء له ، فقال : يا رسول الله ، إني أخاف
قريشا على نفسي ، وليس
بمكة من
بني عدي بن كعب من يمنعني ، وقد عرفت
قريش عداوتي إياها وغلظي عليها ، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني ،
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه ، فبعثه إلى
أبي سفيان وأشراف
قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته ، فخرج
عثمان - رضي الله عنه - إلى
مكة ، فلقيه
nindex.php?page=showalam&ids=11786أبان بن سعيد بن العاص حين دخل
مكة أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فانطلق
عثمان - رضي الله عنه - حتى أتى
أبا سفيان وعظماء
قريش فبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرسله به ، فقال
لعثمان - رضي الله عنه - حين فرغ من رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ، فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، واحتبسته
قريش عندها ، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين أن
عثمان - رضي الله عنه - قد قتل ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق :
[ ص: 1164 ] فحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين بلغه أن
عثمان - رضي الله عنه - قد قتل :
لا نبرح حتى نناجز القوم ، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة ، فكانت
بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الموت ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبايعهم على الموت ، ولكن بايعنا على أن لا نفر ، فبايع الناس ولم يتخلف أحد من المسلمين حضرها إلا
الجد بن قيس أخو بني سلمة ، فكان
جابر - رضي الله عنه - يقول : والله لكأني أنظر إليه لاصقا بابط ناقته قد مال إليها يستتر بها من الناس ، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الذي كان من أمر
عثمان باطل .
وفي الصحيحين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13585عثمان بن موهب قال : جاء رجل من
أهل مصر حج البيت ، فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القوم ؟ قالوا : هؤلاء
قريش . قال : فمن الشيخ فيهم ؟ قالوا :
عبد الله بن عمر . قال : يا
بن عمر ، إني سائلك عن شيء ، فحدثني عنه ،
هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد ؟ قال : نعم . قال : هل تعلم أنه تغيب عن
بدر ولم يشهد ؟ قال : نعم . قال : هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان ، فلم يشهدها ؟ قال : نعم . قال : الله أكبر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : تعال أبين لك ، أما فراره يوم
أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له ، وأما تغيبه عن
بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكانت مريضة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن لك أجر رجل ممن شهد
بدرا وسهمه . وأما تغيبه عن بيعة الرضوان ، فلو كان أحد أعز ببطن
مكة من
عثمان ، لبعثه مكانه ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عثمان ، فكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب
عثمان إلى
مكة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025640هذه يد عثمان ، فضرب بها على يده ، فقال : هذه لعثمان . فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنه : اذهب بها الآن معك .
[ ص: 1165 ] وروى
البيهقي ، عن
أنس - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025641لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيعة الرضوان ، كان nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ، فبايع الناس ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب بإحدى يديه على الأخرى ، فكانت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان - رضي الله عنه - خيرا من أيديهم لأنفسهم .
ورواه
الترمذي ، وقال : حسن صحيح .
وفي الصحيحين ، عن
عروة أن
عبد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ،
وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا : ما منعك أن تكلم
عثمان لأخيك
الوليد ، فقد أكثر الناس فيه ، فقصدت
لعثمان حتى خرج إلى الصلاة ، قلت : إن لي إليك حاجة ، وهي نصيحة لك ، قال : يا أيها المرء ، أعوذ بالله منك ، فانصرفت فرجعت إليهم إذ جاء رسول
عثمان ، فأتيته فقال : ما نصيحتك ؟ فقلت : إن الله - سبحانه - بعث
محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، وكنت ممن استجاب لله تعالى ، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم ، فهاجرت الهجرتين ، وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ورأيت هديه ، وقد أكثر الناس في شان
الوليد . قال : أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : لا ، ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها . قال : أما بعد ، فإن الله بعث
محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق ، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم ، وآمنت بما بعث به ، وهاجرت الهجرتين - كما قلت - وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعته ، فوالله ما عصيته ، ولا غششته ، حتى توفاه الله - عز وجل ، ثم
أبو بكر مثله ، ثم
عمر مثله ، ثم استخلفت ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم ؟ قلت : بلى . قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم ؟ أما ما ذكرت من شان
الوليد فسآخذ فيه بالحق إن شاء الله ، ثم دعا
عليا فأمره أن يجلده ، فجلده ثمانين .
[ ص: 1166 ] وفي المسند والسنن ، عن
عمرو بن جاوان قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف : انطلقنا حجاجا فمررنا
بالمدينة ، فبينا نحن في منزلنا إذ جاءنا آت ، فقال : الناس في المسجد . فانطلقت أنا وصاحبي فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد ، قال : فتخللتهم حتى قمت عليهم ، فإذا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب والزبير وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ، قال : فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء
عثمان يمشي ، فقال : ههنا
علي ؟ قالوا : نعم . قال : ههنا
الزبير ؟ قالوا : نعم . قال : ههنا
طلحة ؟ قالوا : نعم . قال : ههنا
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ؟ قالوا : نعم . قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025642من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ، فابتعته فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إني قد ابتعته . فقال : اجعله في مسجدنا ، وأجره لك ؟ قالوا : نعم . قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025643من يبتاع بئر رومة ، فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إني قد ابتعتها - يعني : بئر رومة . قال : اجعلها سقاية للمسلمين ، ولك أجرها ؟ قالوا : نعم . قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، تعلمون
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025644أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة ، فقال : من يجهز هؤلاء ، غفر الله له . فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا ؟ قالوا : اللهم نعم . فقال : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثم انصرف - رضي الله عنه .
وروى
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، عن
ثمامة بن جزء القشيري قال : شهدت الدار يوم أصيب
عثمان ، فاطلع عليه اطلاعة ، فقال : ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألباكم علي ، فدعيا له ، فقال : أنشدكما الله ، تعلمان
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة ، ضاق المسجد بأهله ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1025645من يشتري هذه البقعة من خالص ماله ، فيكون كالمسلمين ، وله خير منها في الجنة . فاشتريتها من خالص مالي ، فجعلتها بين المسلمين ، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين ، ثم قال : أنشدكم الله ، أتعلمون
[ ص: 1167 ] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم
المدينة ، لم يكن فيها غير بئر يستعذب منه إلا بئر رومة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025646من يشتريها من خالص ماله ، فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين ، وله خير منها في الجنة . فاشتريتها من خالص مالي ، وأنتم تمنعوني أن أشرب منها ، ثم قال : هل تعلمون أني صاحب جيش العسرة ؟ قالوا : اللهم نعم . وقال
الترمذي : حسن .
وله عن
عبد الرحمن بن خباب - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025647شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحث على جيش العسرة ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان فقال : يا رسول الله ، علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ، ثم حض على الجيش ، فقام عثمان فقال : يا رسول الله ، علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ، ثم حض على الجيش ، فقام عثمان فقال : علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ، فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل من على المنبر ، وهو يقول : ما على عثمان ما عمل بعد هذا ، ما على عثمان ما عمل بعد هذا .
وله عن
nindex.php?page=showalam&ids=77عبد الرحمن بن سمرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025648جاء عثمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة ، فنثرها في حجره ، فقال عبد الرحمن : فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ، ويقول : ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم . ( مرتين ) حسنه
الترمذي .
وروى الإمام
أحمد وأصحاب السنن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل بن حنيف في
[ ص: 1168 ] قصة توعدهم إياه بالقتل ، قال : ولم يقتلونني ؟ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024788لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل كفر بعد إسلامه ، أو زنى بعد إحصانه ، أو قتل نفسا بغير نفس . فوالله ما زنيت في جاهلية ، ولا إسلام قط ، ولا تمنيت بدلا بديني منذ هداني الله له ، ولا قتلت نفسا ، فبم يقتلونني ؟
وروى الإمام
أحمد ، وغيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025649أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فلما رأينا إقبال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان ، أقبلت إحدانا على الأخرى ، فكان من آخر كلمة أن ضرب على منكبه ، وقال : يا عثمان ، إن الله تعالى عسى أن يلبسك قميصا ، فإن أرادك المنافقون على خلعه ، فلا تخلعه حتى تلقاني . ( ثلاثا ) .
وروى
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال : حسن غريب . عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025650ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة ، فقال : يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما . فنظرنا فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان .
وروى
أحمد بإسناد جيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025651إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا ، أو قال : اختلافا وفتنة ، فقال قائل من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ قال : عليكم بالأمين وأصحابه ، وهو يشير إلى عثمان بذلك .
[ ص: 1169 ] وله عن
مرة البهزي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025652بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة قال : كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر ؟ قالوا : نصنع ماذا يا رسول الله ؟ قال : عليكم هذا وأصحابه ، أو اتبعوا هذا وأصحابه . قال : فأسرعت حتى عييت ، فأدركت الرجل ، فقلت : هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا . فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فقال : هذا وأصحابه يذكره .
وروى
الترمذي في جامعه عنه - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025653لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تكلمت ، وذكر الفتن فقربها ، فمر رجل متقنع في ثوب فقال : هذا يومئذ على الهدى ، فقمت إليه فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فأقبلت عليه بوجهه ، فقلت : هذا ؟ قال : نعم . ثم قال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
وفي الباب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وعبد الله بن حوالة nindex.php?page=showalam&ids=167وكعب بن عجرة .
وروى
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وغيرهما ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025654ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقربها وعظمها ، قال : ثم مر رجل مقنع في ملحفة ، فقال : هذا يومئذ على الحق . قال : فانطلقت مسرعا - أو محضرا - وأخذت بضبعيه ، فقلت : هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي بإسناد رجاله ثقات ، عن
عبد الله بن حوالة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
تهجمون على رجل معتجر ببردة من أهل الجنة [ ص: 1170 ] يبايع الناس ، قال : فهجمنا على nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان معتجرا يبايع الناس .
وقد تقدم من الأحاديث التي تشير إلى خلافته ، وأشياء من فضائله مع ذكر صاحبيه - رضي الله عنهما ، وفي فضائله منفردا ، ومع غيره من السابقين أحاديث كثيرة ، وفيما أشرنا إليه كفاية .
وكان
الاعتداء على حياته - رضي الله عنه - يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين على الصحيح المشهور ، وكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما ; لأنه بويع له في مستهل المحرم سنة أربع وعشرين ، وأما عمره - رضي الله عنه - فإنه قد جاوز ثنتين وثمانين سنة ، والله أعلم .