فكلهم في محكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان
) في مواضع من كتابه ( كالفتح ) أي سورة الفتح من أولها إلى آخرها ، ( و ) سورة ( الحديد ) كقوله تعالى فيها : آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه . . . إلى قوله : وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ( الحديد 10 ) الآيات ، ( و ) سورة ( القتال ) كقوله تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ( محمد 3 ) الآيات ، ( و ) سورة ( الحشر ) إلى آخرها ، وقد رتب تعالى فيها الصحابة على منازلهم وتفاضلهم ، ثم أردفهم بذكر التابعين ، فقال تعالى : للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ( الحشر 8 - 10 ) أخرج الله بهذه الآية ، وغيرها شاتم الصحابة من جميع الفرق الذين في قلوبهم غل لهم إلى يوم القيامة ، ولهذا منعهم كثير من الأئمة الفيء وحرموه عليهم .