شرط قبول السعي أن يجتمعا فيه إصابة وإخلاص معا لله رب العرش لا سواه موافق الشرع الذي ارتضاه
.
( شرط ) في ( قبول ) الله تعالى ( السعي ) أي العمل من العبد ، وخبر المبتدأ ( أن يجتمعا ) الألف للإطلاق ( فيه ) أي في السعي شيئان : أحدهما إصابة ضد الخطأ ، والثاني إخلاص ضد الشرك ، ( معا ) أي لم يفترقا ، وتفسيره في البيت الذي بعده ، فتفسير الإخلاص كون العمل ( لله رب العرش ) خالصا لا شرك فيه لـ ( سواه ) وهذا هو معنى لا إله إلا الله ، وتفسير الإصابة كونه ( موافق الشرع ) الثابت عن الله ( الذي ارتضاه ) الله تعالى لعباده دينا ، وأرسل به رسله إليهم ، وأنزل به كتبه عليهم ، ولم يقبل من أحد دينا سواه ، ولا أحسن دينا ممن التزمه ، وقد سفه نفسه من رغب عنه ، وقد جمع بين هذين الشرطين في قوله تعالى : فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ( الكهف 110 ) وقد تقدم الكلام على الإخلاص مستوفى في بابه .
وأما مسألة التمسك بالكتاب والسنة ، فنذكر فيه فصولا :
حدثنا محمد بن عبادة ، أخبرنا يزيد ، حدثنا سليم بن حيان ، وأثنى عليه ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16001سعيد بن ميناء ، حدثنا أو سمعت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول : جاءت ملائكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم ، وهو نائم . الحديث تقدم ، وفيه : فمن أطاع محمدا ، فقد أطاع الله ، ومن عصى محمدا ، فقد عصى الله ، ومحمد فرق بين الناس .
وله عن حذيفة قال : يا معشر القراء ، استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا ، وإن أخذتم يمينا وشمالا ، لقد ضللتم ضلالا بعيدا .
ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وإسناد أحمد جيد ، وسكت عليه أبو داود ، وحسنه الترمذي ، ولأحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وفيما أشرنا إليه كفاية .