فصل في بيان النوع الثاني من التوحيد ، وهو
توحيد الطلب والقصد ، وأنه هو معنى لا إله إلا الله .
هذا وثاني نوعي التوحيد إفراد رب العرش عن نديد أن تعبد الله إلها واحدا معترفا بحقه لا جاحدا
[ ص: 32 ] وهو الذي به الإله أرسلا رسله يدعون إليه أولا وأنزل الكتاب والتبيانا من أجله وفرق الفرقانا وكلف الله الرسول المجتبى قتال من عنه تولى وأبى حتى يكون الدين خالصا له سرا وجهرا دقه وجله وهكذا أمته قد كلفوا بذا وفي نص الكتاب وصفوا وقد حوته لفظة الشهاده فهي سبيل الفوز والسعاده من قالها معتقدا معناها وكان عاملا بمقتضاها في القول والفعل ومات مؤمنا يبعث يوم الحشر ناج آمنا فإن معناها الذي عليه دلت يقينا وهدت إليه أن ليس بالحق إله يعبد إلا الإله الواحد المنفرد بالخلق والرزق وبالتدبير جل عن الشريك والنظير وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فإنه لم ينتفع قائلها بالنطق إلا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه .