[ ص: 274 ] وأما تفسير الفتح بصلح الحديبية ؛ فذلك هو المشهور ، وقد صح أن سورة الفتح نزلت عقيبه .
وسمي هذا الصلح فتحا ؛ لما ترتب عليه من نتائج بعيدة المدى في عزة الإسلام ، وقوته وانتشاره ، ودخول الناس فيه .
وأما قوله : ( ويقدمون المهاجرين على الأنصار ) ؛ فلأن المهاجرين جمعوا الوصفين : النصرة والهجرة ، ولهذا كان الخلفاء الراشدون وبقية العشرة من المهاجرين ، وقد جاء القرآن بتقديم المهاجرين على الأنصار في سورة التوبة والحشر ، وهذا التفضيل إنما هو للجملة على الجملة ، فلا ينافي أن في الأنصار من هو أفضل من بعض المهاجرين .
وقد روي عن أبي بكر أنه قال في خطبته يوم السقيفة : ( نحن المهاجرون ، وأول الناس إسلاما ، أسلمنا قبلكم ، وقدمنا في القرآن عليكم ، فنحن الأمراء ، وأنتم الوزراء ) .
وأما قوله : ( وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة . . ) إلخ ؛ فلإخباره صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولقوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . . الآية فهذا الرضا مانع من إرادة تعذيبهم ، ومستلزم لإكرامهم ومثوبتهم .
وأما قوله : ( ويشهدون بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ كالعشرة ، nindex.php?page=showalam&ids=215وثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة ) .
أما العشرة ؛ فهم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ، nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح .
[ ص: 276 ] وأما غيرهم ؛ nindex.php?page=showalam&ids=215فكثابت بن قيس ، nindex.php?page=showalam&ids=5735وعكاشة بن محصن ، nindex.php?page=showalam&ids=106وعبد الله بن سلام ، وكل من ورد الخبر الصحيح بأنه من أهل الجنة .