وقال بعضهم في تفسير قوله تعالى : ورفعنا لك ذكرك : ( يعني : لا أذكر إلا ذكرت معي ) ، وإنما جمع له بين وصفي الرسالة والعبودية ؛ لأنهما أعلى ما يوصف به العبد .
[ ص: 90 ] فكمال المخلوق في تحقيق تلك الغاية ، وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ؛ ازداد كماله ، وعلت درجته ، ولهذا ذكر الله نبيه بلقب العبد في أسمى أحواله وأشرف مقاماته ؛ كالإسراء به ، وقيامه بالدعوة إلى الله ، والإيحاء إليه ، والتحدي بالذي أنزل عليه .
[ ص: 91 ] وأصح ما قيل في صلاة الله على رسوله هو ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( صحيحه ) عن أبي العالية قال : ( صلاة الله على رسوله : ثناؤه عليه عند الملائكة ) .
وأصل ( آل ) : أهل ، أبدلت الهاء همزة ، فتوالت همزتان ، فقلبت الثانية منهما ألفا ، ويصغر على أهيل أو أويل ، ولا يستعمل إلا فيما شرف غالبا ، فلا يقال : آل الإسكاف وآل الحجام .
[ ص: 92 ] والمراد بالصحب أصحابه صلى الله عليه وسلم ، وهم كل من لقيه حال حياته مؤمنا ، ومات على ذلك .
والسلام : اسم مصدر من سلم تسليما عليه ، بمعنى طلب له السلامة من كل مكروه ، وهو اسم من أسمائه تعالى ، ومعناه : البراءة والخلاص من النقائص والعيوب ، أو الذي يسلم على عباده المؤمنين في الآخرة .
و ( مزيدا ) صفة لـ ( تسليما ) ، وهو اسم مفعول من ( زاد ) المتعدي ، والتقدير : مزيدا فيه .