( وهو الإيمان بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره ) .
ش هذه الأمور الستة هي أركان الإيمان ، فلا يتم إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة ، فمن جحد شيئا منها أو آمن به على غير هذا الوجه فقد كفر .
فيجب علينا الإيمان بما ورد في حقهم من صفات وأعمال في الكتاب والسنة ، والإمساك عما وراء ذلك ، فإن هذا من شئون الغيب التي لا نعلم منها إلا ما علمنا الله ورسوله .
والكتب : جمع كتاب ، وهو من الكتب ، بمعنى : الجمع والضم ، والمراد بها الكتب المنزلة من السماء على الرسل عليهم الصلاة والسلام .
والمعلوم لنا منها : صحف إبراهيم ، والتوراة التي أنزلت على موسى في الألواح ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى ، والزبور الذي أنزل على داود ، والقرآن الكريم الذي هو آخرها نزولا ، وهو المصدق لها ، والمهيمن عليها ، وما عداها يجب الإيمان به إجمالا .
والرسل : جمع رسول ، وقد تقدم أنه من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه .
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
وأما من عدا هؤلاء من الرسل والأنبياء فنؤمن بهم إجمالا على معنى الاعتقاد بنبوتهم ورسالتهم ، دون أن نكلف أنفسنا البحث عن عدتهم وأسمائهم ، فإن ذلك مما اختص الله بعلمه ، قال تعالى : ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك .
و ( البعث ) في الأصل : الإثارة والتحريك ، والمراد به في لسان الشرع : إخراج الموتى من قبورهم أحياء يوم القيامة ؛ لفصل القضاء بينهم ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
ويجب الإيمان بالبعث على الصفة التي بينها الله في كتابه ، وهو أنه جمع ما تحلل من أجزاء الأجساد التي كانت في الدنيا ، وإنشاؤها خلقا جديدا ، وإعادة الحياة إليها .
ومنكر البعث الجسماني كالفلاسفة والنصارى كافر ، وأما من أقر به ولكنه زعم أن الله يبعث الأرواح في أجسام غير الأجسام التي كانت في الدنيا ؛ فهو مبتدع وفاسق .