وأما التفصيل في النفي ؛ فهو أن ينزه الله عن كل واحد من هذه العيوب والنقائص بخصوصه ، فينزه عن الوالد ، والولد ، والشريك ، والصاحبة ، والند ، والضد ، والجهل ، والعجز ، والضلال ، والنسيان ، [ ص: 110 ] والسنة ، والنوم ، والعبث ، والباطل . . إلخ .
ولكن ليس في كتاب الله ولا في السنة نفي محض ؛ فإن النفي الصرف لا مدح فيه ، وإنما يراد بكل نفي فيهما إثبات ما يضاده من الكمال : فنفي الشريك والند ؛ لإثبات كمال عظمته وتفرده بصفات الكمال ، ونفي العجز ؛ لإثبات كمال قدرته ، ونفي الجهل ؛ لإثبات سعة علمه وإحاطته ، ونفي الظلم ؛ لإثبات كمال عدله ، ونفي العبث ؛ لإثبات كمال حكمته ، ونفي السنة والنوم والموت ؛ لإثبات كمال حياته وقيوميته . . وهكذا .