[ ص: 154 ] وكل من السمع والبصر صفة كمال ، وقد عاب الله على المشركين عبادتهم ما لا يسمع ولا يبصر .
وقد نزلت الأولى في شأن خولة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها ، فجاءت تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاوره ، وهو يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه .
أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( صحيحه ) عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛ لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل : قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها . . الآيات ) .
وأما الآية الثانية ؛ فقد نزلت في فنحاص اليهودي الخبيث ، حين قال لأبي بكر رضي الله عنه لما دعاه إلى الإسلام : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، ولو كان غنيا ما استقرضنا ! [ ص: 155 ] وأما الآية الثالثة ؛ فـ ( أم ) بمعنى ( بل ) ، والهمزة للاستفهام ، فهي ( أم ) المنقطعة ، والاستفهام إنكاري يتضمن معنى التوبيخ ، والمعنى : بل أيظن هؤلاء في تخفيهم واستتارهم أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ؛ بلى نسمع ذلك ، وحفظتنا لديهم يكتبون ما يقولون وما يفعلون .