وأما خبر ما عندكم أنتم ،
فلا نعلم أمة من الأمم أشد اختلافا في معبودها ونبيها ودينها منكم ، فلو سألت الرجل وامرأته وابنته وأباه وأمه عن دينهم لأجابك كل واحد منهم بغير جواب الآخر .
ولو اجتمع عشرة منهم يتذاكرون الدين لتفرقوا عن أحد عشر مذهبا . مع
اتفاق فرقهم المشهورة اليوم على القول بالتثليث وعبادة الصليب ، وأن
المسيح ابن مريم ليس بعبد صالح ، ولا نبي ولا رسول ، وأنه إله في الحقيقة ، وأنه خالق السماوات والأرض والملائكة والنبيين ، وأنه هو الذي أرسل وأظهر على أيديهم المعجزات والآيات ، وأن للعالم إلها هو أب والد لم يزل ، وأن ابنه نزل من السماء وتجسم من روح القدس ، ومن
مريم ، وصار هو وابنها الناسوتي إلها واحدا ومسيحا واحدا وخالقا واحدا ورازقا ، وحبلت به
مريم وولدته ، وأخذ وصلب وألم ومات ودفن ، وقام بعد ثلاثة أيام ، وصعد إلى السماء وجلس على يمين أبيه .
وقالوا : والذي ولدته
مريم وعاينه الناس وكان بينهم هو الله وهو ابن الله وهو كلمة الله .
فالقديم الأزلي خالق السماوات والأرض ، هو الذي حبلت به
مريم ، وأقام هناك تسعة أشهر ، وهو الذي ولد ورضع وفطم وأكل وشرب وتغوط وأخذ وصلب وشد بالحبال وسمرت يداه .