ثم بعد إحدى وخمسين سنة من هذا المجمع كان لهم
مجمع رابع على
[ ص: 564 ] نسطورس ، وكان رأيه :
أن مريم ليست بوالدة الإله على الحقيقة ، ولذلك كان اثنان أحدهما الإله الذي هو موجود من الأب ، والآخر إنسان وهو الموجود من
مريم .
وأن هذا الإنسان الذي يقول إنه
المسيح ، متوحد مع ابن الإله ، ويقال له إله ، وابن الإله ليس على الحقيقة ولكن موهبة ، واتفاق الاسمين على طريق الكرامة . فبلغ ذلك بتاركة سائر البلاد فجرت بينهم مراسلات واتفقوا على تخطيئه ثلاث مرات ، فأجمعوا على لعنه فلعنوه ونفوه ، وبينوا : أن
مريم ولدت إلها ،
وأن المسيح إله حق من إله حق ، وهو إنسان وله طبيعتان ، فلما لعنوا
نسطورس غضب له بترك
أنطاكيا فجمع الأساقفة الذين قدموا معه وناظرهم وقطعهم ، فتقاتلوا وتلاعنوا وجرى بينهم شر ، وتفاقم أمرهم ، فلم يزل الملك حتى أصلح بينهم ، فكتب أولئك صحيفة : إن
مريم القديسة ولدت إلها ، وهو ربنا
يسوع المسيح الذي هو مع الله في الطبيعة ومع الناس في الناسوت . وأقروا بطبيعتين ، وبوجه واحد ، وأقنوم واحد ، وأنفذوا لعن
نسطورس .
[ ص: 565 ] فلما لعن ونفي سار إلى
مصر ، وأقام في
أخميم سبع سنين ، ومات ودفن بها ، وماتت مقالته إلى أن أحياها
ابن جرما مطران
نصيبين ، وبثها في بلاد المشرق ، فأكثر نصارى المشرق
والعراق نسطورية .
وانفض ذلك المجمع الرابع أيضا ، وقد أطبقوا على لعن
نسطورس وأشياعه ومن قال بمقالته .