وكان
لسورس تلميذ يقال له
يعقوب ، ويقول مقالة
سورس وكان يسمى :
يعقوب البرادعي ، وإليه تنسب
اليعاقبة ، فأفسد أمانة
النصارى .
ثم مات
انسطاس وولي
قسطنطين ، فرد كل من نفاه
انسطاس الملك إلى موضعه واجتمع الرهبان ، وأظهروا كتاب الملك وعيدوا عيدا حسنا بزعمهم وأثبتوا المجمع الخلقدوني بالستمائة والثلاثين أسقفا .
ثم ولي آخر ، وكانت
اليعقوبية قد غلبوا على
الإسكندرية ، وقتلوا بتركا لهم يقال له :
بولس كان
ملكيا ، فأرسل قائدا ومعه عسكر عظيم إلى
الإسكندرية فدخل الكنيسة في ثياب البتركة ، وتقدم وقدس فرموه بالحجارة حتى كادوا يقتلونه ، فانصرف ، ثم أظهر لهم من بعد بثلاثة أيام أنه قد أتاه كتاب الملك ، وضرب الحرس ليجتمع الناس يوم الأحد في الكنيسة ، فلم يبق أحد في
الإسكندرية إلا حضر لاستماع كتاب الملك ، وقد جعل بينه وبين جنده علامة إذا هو فعلها أوضعوا
[ ص: 570 ] السيوف في الناس ، فصعد المنبر وقال : يا معشر أهل
الإسكندرية ! إن رجعتم إلى الحق وتركتم مقالة
اليعاقبة ، وإلا لن تأمنوا أن يرسل الملك إليكم من يسفك دماءكم ، فرموه بالحجارة حتى خاف على نفسه أن يقتل ، فأظهر العلامة فوضعوا السيف على كل من في الكنيسة ، فقتلوا داخلها وخارجها أمما لا يحصون كثرة حتى خاض الجند في الدماء ، وهرب منهم خلق كثير وظهرت مقالة الملكية .