ثم كان لهم
مجمع تاسع في أيام nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان تلاعنوا فيه ، وذلك أنه كان
برومية راهب قديس يقال له
مقلمس وله تلميذان ، فجاء إلى
قسطا الوالي فوبخه على قبح مذهبه وشناعة كفره ، فأمر به
قسطا فقطعت يداه ورجلاه ونزع لسانه ، وفعل بأحد التلميذين مثله ، وضرب الآخر بالسياط ونفاه ، فبلغ ذلك ملك
قسطنطينية فأرسل إليه أن يوجه إليه من أفاضل الأساقفة ، ليعلم وجه هذه الحجة ، ومن الذي كان في ابتدائها لكي ما يطرح جميع الآباء القديسين كل من استحق اللعنة ، فبعث إليه مائة وأربعين أسقفا وثلاث شمامسة ، فلما وصلوا إلى
قسطنطينية جمع الملك مائة وثمانية وستين أسقفا فصاروا ثلاثمائة وثمانية ، وأسقطوا الشمامسة في البرطحة .
وكان رئيس هذا المجمع بترك
قسطنطينية وبترك
أنطاكية ، ولم يكن
ببيت المقدس [ ص: 572 ] وإسكندرية بترك فلعنوا من تقدم من القديسين الذي خالفوهم وسموهم واحدا واحدا ، وهم جماعة ، ولعنوا أصحاب المشيئة الواحدة .
ولما لعنوا هؤلاء جلسوا فلخصوا الأمانة بزعمهم ، فقالوا : نؤمن بالثالوث الابن الوحيد الذي هو الكلمة الأزلية الدائم المستوي مع الأب الإله في الجوهر الذي هو ربنا
يسوع المسيح بطبيعتين تامتين ، وفعلين ومشيئتين في أقنوم واحد ، ووجه واحد ، يعرف تاما بلاهوته ، تاما بناسوته ، وشهد كما شهد مجمع الخلقدونية على ما سبق أن
الإله الابن في آخر الأيام اتخذ من العذراء السيدة مريم القديسة جسدا إنسانا بنفسين ، وذلك برحمة الله تعالى محب البشر ، ولم يلحقه اختلاط ولا فساد ولا فرقة ولا فصل ، ولكن هو واحد يعمل بما يشبه الإنسان أن يعمله في طبيعته ، وما يشبه الإله أن يعمل في طبيعته ، الذي هو الابن الوحيد ، والكلمة الأزلية المتجسدة ، إلى أن صارت في الحقيقة لحما ، كما يقول الإنجيل المقدس من غير أن تنتقل عن محلها الأزلي ، وليست بمتغيرة ، لكنها بفعلين ومشيئتين وطبيعتين : إلهي ، وإنسي ، الذي بهما يكون القول الحق ، وكل واحدة من الطبيعتين تعمل مع شركة صاحبتها مشيئتين غير متضادتين ولا متضارعتين ، ولكن مع المشيئة الإنسية الإلهية القادرة على كل شيء .
هذه شهادتهم وأمانة المجمع السادس من المجمع الخلقدوني ، وثبتوا ما ثبته
[ ص: 573 ] الخمس مجامع التي كانت قبلهم ، ولعنوا من لعنوه ، وبين المجمع الخامس إلى هذا المجمع مائة سنة .