هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
وهذا ظاهر جدا لمن تأمل مقالات أهل الأرض وأديانهم ، فإن الفلاسفة لم يمكنهم [ ص: 585 ] الاعتراف بالملائكة والجن والمبدأ والمعاد وتفاصيلهما ، وتفاصيل صفات الرب تعالى وأفعاله مع إنكار النبوات ، بل والحقائق المشاهدة التي لا يمكن إنكارها ، لم يثبتوها على ما هي عليه ، ولا أثبتوا حقيقة واحدة على ما هي عليه ألبتة وهذا ثمرة إنكارهم النبوات .

فسلبهم الله إدراك الحقائق التي زعموا أن عقولهم كافية في إدراكها ، فلم يدركوا منها شيئا على ما هو عليه ، حتى ولا الماء ولا الهواء ولا الشمس ولا غيرها ، فمن تأمل مذاهبهم فيها علم أنهم لم يدركوها ، وإن عرفوا من ذلك بعض ما خفي على غيرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية