هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
قوله في كتاب حزقيل يهدد اليهود ويصف لهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم : إن الله مظهرهم عليكم ، وباعث فيهم نبيا ، وينزل عليه كتابا ، ويملكهم رقابكم فيقهرونكم ويذلونكم بالحق ، ويخرج رجال بني قيدار في جماعات الشعوب ، معهم ملائكة على خيل بيض متسلحين يوقعون بكم ، وتكون عاقبتكم إلى النار .

فمن الذي أظهره الله على اليهود حتى قهرهم وأذلهم وأوقع بهم وأنزل عليه كتابا ؟ ومن هم بنو قيدار غير بني إسماعيل الذي خرجوا معه وهم جماعات الشعوب ؟ ومن الذي نزلت عليه وعلى أمته الملائكة على خيل بيض يوم بدر ، ويوم الأحزاب ، ويوم حنين ، حتى عاينوها عيانا ، فقاتل بين يديه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، حتى غلب ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ليس معهم غير فرسين ، ألف رجل مقنعين في الحديد معدودين من فرسان [ ص: 375 ] العرب فأصبحوا بين قتيل وأسير ومنهزم .

التالي السابق


الخدمات العلمية