(
قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي )
الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته خلا جهمي أو معطل قال في كتاب إثبات صفة العلو : أما بعد : فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله خاتم
[ ص: 191 ] الأنبياء عليه الصلاة والسلام وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طبائع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون إلى السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه في ضلالته ، وقال في عقيدته : ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005102ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005103لله أفرح بتوبة عبده ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005104يعجب ربك ) إلى أن قال فهذا وما أشبه مما صح سنده وعدلت روايته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين ( بل نؤمن بلفظه ونترك التعرض لمعناه قراءته تفسيره ) ومن ذلك قوله تعالى : (
الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى : (
أأمنتم من في السماء ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005105ربنا الله الذي في السماء nindex.php?page=hadith&LINKID=1005106وقوله للجارية : أين الله ؟ قالت : في السماء ؟ قال أعتقها إنها مؤمنة رواه
مالك [ ص: 192 ] بن أنس وغيره من الأئمة ، وروى
أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1005107إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا ، وذكر الحديث إلى أن قال : وفوق ذلك العرش ، والله تعالى فوق ذلك ، نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل ولا نتعرض له بكيف . ولما سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له يا
أبا عبد الله (
الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فقال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، ثم أمر بالرجل فأخرج .