[ ص: 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الخلق والأخلاق والأرزاق والأفعال ، وله الشكر على إسباغ نعمه الظاهرة والباطنة بالإفضال ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله المختص بحسن الشمائل ، وعلى آله وأصحابه الموصوفين بالفواضل والفضائل ، وعلى أتباعه العلماء العاملين بما ثبت عنه بالدلائل . ( أما بعد ) : فيقول أفقر عباد الله الغني الباري
علي بن سلطان محمد القاري ، لما كان موضوع علم الحديث ذات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث إنه نبي ، وغايته الفوز بسعادة الدارين وهو نعت كل ولي ، - ومعرفة أحاديثه صلى الله عليه وسلم
أبرك العلوم وأفضلها . وأكثرها نفعا في الدارين وأكملها بعد كتاب الله عز وجل مع توقف معرفته على معرفتها ; لما فيها من بيان مجمله وتقييد مطلقه ، ولأنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر وثمرة ونتيجة بطرقه ، وقد قيل كما أن أهل القرآن أهل الله
فأهل الحديث أهل رسول الله ، وأنشد :
أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
.
ومن أحسن ما صنف في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كتاب
الترمذي " المختصر الجامع " في سيره على الوجه الأتم بحيث إن مطالع هذا الكتاب كأنه يطالع طلعة ذلك الجناب . ويرى محاسنه الشريفة في كل باب . وقد ستر قبل العين أهدابه ولذا قيل . ( والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) : وقد قال شيخ مشايخنا
محمد بن محمد بن محمد الجزري قدس الله سره العلي .
أخلاي إن شط الحبيب وربعه وعز تلاقيه وناءت منازله
وفاتكم أن تبصروه بعينكم فما فاتكم بالعين هذي شمائله
.
وللأديب
محيي الدين عبد القادر الزركشي مضمنا لعجزي بيتين من قصيدة البهاء
زهير وكتبها على الشمائل :
[ ص: 3 ] يا أشرف مرسلا كريما ما ألطف هذي الشمايل
من يسمع وصفها تراه كالغصن مع النسيم مايل
.
ولبعضهم في هذا المعنى .
يا عين إن بعد الحبيب وداره ونأت مرابعه وشط مزاره
فلقد ظفرت من الحبيب بطائل إن لم تريه فهذه آثاره
.
رزقنا الله طلوع حضرته وحضور طلعته الشريفة عند روضته المنيفة وحصول صورته الكريمة مناما وكشفا في الدنيا ، ووصول رؤيته الحقيقة في العقبى منضمة إلى رؤية المولى على الوجه الأعلى والطريق الأغلى ، أحببت أن أدخل في زمرة الخادمين بشرح ذلك الكتاب وأن أسلك في سلك المخدومين بهذا الباب ; رجاء دعوة من أولي الألباب ، فإن الدعوة بظهر الغيب تستجاب ، وسميته . ( جمع الوسائل في شرح الشمائل ) : فأقول وبالله التوفيق ، وبحوله وقوته تمام التحقيق ، قال المصنف مستعينا بذكر الملك المتعال ، مقدما على كل مقال كما هو دأب أرباب الكمال .
( بسم الله الرحمن الرحيم ) : أي باستعانة اسم المعبود بالحق الواجب الوجود المطلق المبدع للعالم المحقق أصنف هذا الكتاب إجمالا وأؤلف بين كل باب وباب تفصيلا وفي تأخير المتعلق إيماء لإفادة الاختصاص وإشعار باستحقاق تقديم ذكر اسمه الخاص لا سيما وما هو السابق في الوجود والفكر يستحق السبق في الذكر والفكر ، ولذا قال بعض المحققين ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وهو أعلى مرتبة وأغلى مقاما ممن قال : ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده أو معه ، فإن الله تعالى كان ولم يكن معه شيء ، وفي نظر أهل التوحيد هو الآن على ما عليه كان
( والله ) : اسم لذات الحق من حيث هي هي لا باعتبار اتصافه بالصفات ، ولا باعتبار لا اتصافه ; ولذا قيل إن كل اسم للتخلق إلا الله فإنه للتعلق ، وهو الاسم الأعظم على القول الأتم ، ولكن يشترط لتأثيره أن تقول : الله . وليس في قلبك سواه .
( والرحمن ) : هو المفيض للوجود والكمال على الكل بحسب ما تقتضيه الحكمة وتحتمل القوابل على وجه البداية .
( والرحيم ) : هو المفيض للكمال المعنوي المخصوص بالنوع الإنساني بحسب النهاية ، وفائدة لفظ الاسم بقاء هياكل الخلق بتعلق الرسم إذ لو قيل بالله لذاب تحت حقيقة الحق جميع الخلق ، ومع هذا لما قدم لفظ الله اضمحلت العقول في ابتداء عظمته وتلاشت الأرواح في بحار ألوهيته فأتبعه بالرحمن الرحيم ليسلي قلوب الموحدين ويشفي صدور قوم مؤمنين ، والاقتصار على الصفتين إشارة إلى أن رحمته سبقت غضبه في النشأتين ، وهذا معنى قوله عليه السلام "
رحمن الدنيا ورحيم الآخرة " .
ثم لما شاهد المصنف المنعم الحقيقي ورأى في ضمن الوصفين عموم الإنعام الدنيوي والأخروي أردف
[ ص: 4 ] البسملة بالحمدلة فقال . ( الحمد لله ) : ، وإيثاره على الشكر ليعم النعمة وغيرها ، مع أن غيرها ليس غيرها فليس في الكون غير المنعم ونعمه ; ولذا ورد :
الحمد رأس الشكر ، ما شكر الله من لم يحمده ، والحمدلة خبرية لفظا وإنشائية معنى واللام للاستغراق العرفي بل الحقيقي أي كل حمد صدر من كل حامد فهو مختص ومستحق له تعالى حقيقة وإن كان قد يوجد لغيره صورة بل المصدر بالمعنى الأعم من الفاعلية والمفعولية فهو الحامد وهو المحمود سوى الله ، والله ما في الوجود ووجه تخصيص اسم الذات دون سائر الصفات للإيماء إلى أنه المستحق لجميع المحامد بذاته مع قطع النظر عن صفاته وملاحظة نعوته وبركاته فسواء حمد أو لم يحمد وعبد أو لم يعبد له الكمال المطلق لا يزيد ولا ينقص بوجود الخلق وعدمهم وعبادتهم وحمدهم وتركهم وجهدهم وعملهم وجهلهم وإقرارهم وجحدهم فإن المخلوقات والموجودات إنما هم مظاهر الصفات فبعضهم مرائي النعوت الجمالية وبعضهم مجالي الأوصاف الجلالية ، فمن عبده أو حمده لا لذاته بل لأغراض حقه وتعلقاته فليس بعابد وحامد بل ولا مؤمن موحد .
( وسلام ) : أي تسليم عظيم من رب رحيم أو سلام كثير منا أو ثناء حسن من جانبنا .
( على عباده ) : المختصين بشرف العبادة والعبودية القائمين بوظائف العبدية على مقتضى أحكام الربوبية الواصلين إلى مرتبة العندية لا من عندهم بل بموجب ما أعطاهم من الصفات الاصطفائية .
(
الذين اصطفى ) : أي هم الذين اصطفاهم واجتباهم وارتضاهم وصفاهم عما كدر به سواهم ، وهم الرسل من الملائكة ومن الناس وسائر الأنبياء وجميع أتباعهم من العلماء والأولياء الأصفياء ، فدخل المصطفى وآل المرتضى وصحبه المجتبي فيهم دخولا أوليا فلا وجه لمن ذكر هنا كلاما اعتراضيا مع أن المصنف إنما أتى بهذه الجملة اقتداء به صلى الله عليه وسلم أو
بلوط عليه السلام ، على اختلاف بين المفسرين في المراد بالخطاب في قوله تعالى في الكتاب : (
قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ) : أو ابتداء بناء على أن المراد بالخطاب خطاب العام ; ففيه اقتباس من كلام الله ، وتضمن لمعنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10344667سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .
وهاهنا مباحث صدرت من الشراح بعضها ضعاف وبعضها صحاح فلا بد من ذكرها وتقريرها وتوضيحها وتحريرها ; منها قول
[ ص: 5 ] بعضهم : معناه السلامة من الآفات والآلام الواقعة على عباده ، وهو ضعيف لما في الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10344668أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل " ، ولأنه مخالف للمشاهد .
ومنها قوله : لا خفاء في حسن تنكير السلام على العباد المنبئ على التحقير في مقابلة تعريف الحمد لله الكبير انتهى . ولا يخفى فساد هذا الكلام على الفطن بالمرام ; لأنه إن أراد تحقير العباد فهو كلام في غاية السقوط ونهاية الاستبعاد ، وإن أراد تحقير السلام فلا معنى له في المقام ، وإن أراد أن السلام أدنى رتبة من الحمد فالتنكير لا يدل عليه ولو بالجهد .
ومنها قوله : من كره إفراد السلام عن الصلاة ، حمل الآية على أنها في أوائل الإسلام وهو مردود بأنه لم ينقل عن أحد من العلماء أن ذلك كان جائزا في أوائل الإسلام ثم نسخ ، وأغرب ميرك حيث قال : لم ينقل أنه صار منسوخا في أواخر زمانه أو في زمن الصحابة أو التابعين انتهى ; لأنه لا يتصور النسخ في غير زمانه صلى الله عليه وسلم ولعل مراده ظهور نسخه في زمن غيره ، ثم الصحيح ما ذكره
الجزري في مفتاح الحصن أن الجمع بين الصلاة والسلام هو الأولى ولو اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة فقد جرى عليه جماعة من السلف والخلف منهم
nindex.php?page=showalam&ids=17080الإمام مسلم في أول صحيحه وهلم جرا ، حتى الإمام
ولي الله أبي القاسم الشاطبي في قصيدته الرائية واللامية ، وأما قول
النووي : وقد نص العلماء أو من نص منهم على كراهة الاقتصار على الصلاة من غير السلام ; فليس بذاك فإني لا أعلم أحدا نص على ذلك من العلماء ولا من غيرهم . انتهى ، مع أن مفهوم كلام
النووي أن إفراد السلام عن الصلاة غير مكروه ، ولك أن تقول : تبع المصنف في ذلك الطريق الأقدم ، فإن السلف كانوا لم يكونوا موشحين صدور الكتب والرسائل بالصلاة ; فإنه أمر حدث في الولاية الهاشمية إلا أن الأمة لم تنكرها وعملوا بها على ما في الشفاء ، ثم الظاهر من كلام
النووي أن كراهة الإفراد بينهما إنما هو في خصوص نبينا صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) مع أن الواو لمطلق الجمع فلا يلزم الجمع بينهما في كل مرتبة من المراتب ، ويدل عليه كلامه في الأذكار : إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم فلتجمع بين الصلاة والسلام ولا تقتصر على أحدهما ، وإفراد الصلاة عليه مكروه فلا تقل : صلى الله عليه فقط ، ولا عليه السلام فقط ، انتهى . ويؤيده ما ذكره
العسقلاني من أن العلماء اختلفوا في أنه
هل يجوز أن يصلى على غير الأنبياء أو يسلم عليهم استقلالا أو لا يجوز ; فجوزه بعضهم وكرهه بعضهم ، وأما من صلى وسلم على الأنبياء وغيرهم على سبيل الإجمال فهو جائز ، وقال
ابن القيم : المختار الذي عليه المحققون من العلماء أن الصلاة والسلام على الأنبياء والملائكة وآل النبي وأزواجه وذريته وأهل الطاعة على سبيل الإجمال جائز عند كافة العلماء ويكره في غير الأنبياء بشخص مفرد بحيث يصير شعارا ولا سيما إذا ترك في حق مثله أو أفضل منه ، فلو اتفق وقوع ذلك في بعض الأحايين من غير أن يتخذ شعارا لم يكن به بأس عند عامة أهل العلم .
ومنها قول بعضهم : إن المصنف جعل غير الأنبياء تبعا لهم في السلام مع أن ذلك غير جائز عند بعض أهل الفقه وهو غير صحيح ; إذ عدم الجواز عند البعض محمول على أن يسلم عليهم استقلالا ، ولا شك أنهم في ضمن الأنبياء
[ ص: 6 ] مذكورون على سبيل الغلبة والتبعية مع أن الآية حجة قاطعة عليه وعلى ذلك البعض إن أرادوا الإطلاق .
ومنها قول بعضهم : إن المراد بعباده هم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو مردود لاتفاق المفسرين على أن المراد به خصوص المرسلين لقوله تعالى : (
وسلام على المرسلين ) ، أو عموم الأنبياء والمؤمنين لقوله تعالى : (
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ، ولقوله تعالى : (
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) .
ومنها قول بعضهم : ورد في الحديث المشهور : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10343920كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء " ، أخرجه
أبو داود في سننه والمؤلف في جامعه ، فقيل لعله تشهد نطقا ولم يكتبه اختصارا ، وقيل لعله تركه إيماء إلى عدم صحة الحديث عنده أو محمول عنده على خطبة النكاح ، والصحيح ما قاله
التوربشتي وغيره من أن المراد بالتشهد في هذا الحديث الحمد والثناء ، وأما قول
الجزري : والصواب أنه عبارة عن الشهادتين لما في الرواية الأخرى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10344669كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء " ، وكذا تصريح
العسقلاني بأن المراد به الشهادتان فلا ينافي التأويل المذكور ; إذ مراده أن التشهد هو الإتيان بكلمتي الشهادة ، وسمي تشهد الصلاة تشهدا لتضمنه إياهما ، لكن اتسع فيه فاستعمل في الثناء على الله تعالى والحمد له ، وأما اعتراض شارح بأن ارتكاب المجاز بلا قرينة صارفة عن المعنى الحقيقي غير مقبول ; فهو صحيح منقول لكنه لما ترك أكثر العلماء المصنفين العمل بظاهر هذا الحديث دل على أن ظاهره غير مراد فيؤول بأحد التأويلات المتقدمة ، والأظهر عندي أن تحمل الخطبة في هذا الحديث على الخطب المتعارفة في زمانه صلى الله عليه وسلم أيام الجمعة والأعياد وغيرها ، فإن التصنيف حدث بعد ذلك ثم الشراح اتفقوا على أن قوله الذين اصطفى في محل جر على أنه صفة أو رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو نصب على المدح ، ثم جملة ( سلام ) محتمل أن يكون إخبارا إجماليا وإنشاء دعائيا والأظهر أنه إخبار متضمن للإنشاء ، ولما كان عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة وتكثر البركة وهذا الكتاب بكماله مخصوص بنعوت جماله صلى الله عليه وعلى آله ذكر السلام بطريق العام في هذا المقام على جميع عباده الصالحين لتعم بركاتهم علينا أجمعين إلى يوم الدين آمين ، وفي ذكر هذا العام إشارة لطيفة إلى الخاص بالشمائل المصطفوية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية .
( قال الشيخ ) : هو من كان أستاذا كاملا في فن يصح أن يقتدى به ولو كان شابا ، وأما قول مولانا
عصام الدين : ونحن نقول الشيخ في اللغة من الخمسين إلى الثمانين ، وهو السن الذي يستحب أن يكون إسماع الحديث فيه بلا خلاف فخلاف الصحيح ; لأن مدار صحة الإسماع على استحقاق المحدث واحتياج الناس إليه ، ألا ترى أن كثيرا من الصحابة حدثوا في زمن شبابهم وجماعة من أحداث التابعين رووا لأصحابهم ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه في حق
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : يا معشر أصحاب الحديث انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه فإنه لو كان في زمن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري لاحتاج إليه لمعرفته بالحديث ، وقد ثبت أنه لما بلغ إحدى عشرة سنة رد على بعض مشايخه غلطا وقع له في سند حتى أصلح كتابه من حفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقد أفاد
مالك وهو ابن سبع عشرة سنة أو عشرون سنة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي تلمذه العلماء وهو في حداثة السن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز [ ص: 7 ] لم يبلغ الأربعين ، قال الشيخ
ابن حجر العسقلاني ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13122ابن خلاد : إذا بلغ الخمسين ولا ينكر عند الأربعين وتعقب بمن حدث قبلها كمالك . ( الحافظ ) : المراد به حافظ الحديث لا القرآن ، كذا ذكره ميرك ويحتمل أنه كان حافظا للكتاب والسنة ، ثم الحافظ في اصطلاح المحدثين : من أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا وإسنادا ، والطالب هو : المبتدئ الراغب فيه ، والمحدث والشيخ والإمام هو : الأستاذ الكامل ، والحجة : من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث متنا وإسنادا ، وأحوال رواته جرحا وتعديلا وتاريخا ، والحاكم هوا : الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية كذلك ، وقال
الجزري : الراوي ناقل الحديث بالإسناد ، والمحدث : من تحمل روايته واعتنى بدرايته ، والحافظ : من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج لديه .
(
أبو عيسى ) : قال في شرح شرعة الإسلام : ولا يسمى من ولده عيسى أبا عيسى لإيهامه أن لعيسى عليه السلام أبا ; لما روي أن رجلا تسمى أبا عيسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
إن عيسى لا أب له " فكره ذلك ، انتهى . لكن تحمل الكراهة على تسميته ابتداء به ، فأما من اشتهر به فلا يكره كما يدل عليه إجماع العلماء والمصنفين على تعبير
الترمذي به للتمييز . (
محمد بن عيسى ) : مرفوع على أنه بدل أو عطف بيان ولو نصب على المدح جاز (
بن سورة ) : بالجر على أنه صفة
عيسى ويجوز رفعه على حذف مبتدئه ونصبه لما تقدم ، وسورة بفتح السين المهملة بعدها واو ساكنة ثم راء وفي آخرها هاء ; على وزن
طلحة وأصلها لغة الحدة ،
ابن عيسى بن الضحاك السلمي بضم السين منسوب إلى
بني سليم مصغر قبيلة من
قيس بن عيلان ، وهو أحد أئمة عصره وأجلة حفاظ دهره قيل ولد أكمه سمع خلقا كثيرا من العلماء الأعلام وحفاظ مشايخ الإسلام مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=14272والدارمي ونظرائهم ، وجامعه دال على اتساع حفظه ووفور علمه فإنه كاف للمجتهد وشاف للمقلد . ونقل عن الشيخ
عبد الله الأنصاري أنه قال : جامع
الترمذي عندي أنفع من كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم . ومن مناقبه أن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى عنه حديثا واحدا خارج الصحيح وأعلى ما وقع له في الجامع حديث ثلاثي الإسناد وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10344671يأتي على الناس زمان الصابر على دينه كالقابض على الجمر (
الترمذي ) : بالرفع ويجوز فيه الجر والنصب ، قال
النووي : فيه ثلاثة أوجه : كسر التاء والميم وهو الأشهر وضمها وفتح التاء وكسر الميم ، وهي بلدة قديمة على طرف نهر بلخ المسمى بالجيحون ، ويقال لها مدينة الرجال
[ ص: 8 ] مات بها سنة تسع وسبعين ومائتين وله سبعون سنة ، نقل عنه أنه قال كان جدي مروزيا في أيام
ليث بن سيار ثم انتقل منه إلى
ترمذ .
قيل : قال الشيخ . . . إلى آخره ; وقع من تلامذة المصنف ، وأما الحمد فيحتمل أن يكون من كلام المصنف ، ونكتة تأخير هذا الكلام عن الحمد وقوع الافتتاح بالبسملة ويحتمل احتمالا بعيدا أن يكون من كلام تلامذته ، وقيل يصح أن يكون ذلك الوصف من نفسه للاعتماد لا للافتخار ، والأولى عندي أن ينسب البسملة والحمدلة إلى المصنف عملا بحسن الظن به ويدل عليه إبداع لفظ الحمد والسلام في أول كتابه ثم إن تلامذته كتبوا قال الشيخ
أبو عيسى . . . إلى آخره ، ولما قال
الخطيب : وينبغي أن
يكتب المحدث بعد البسملة اسم شيخه وكنيته ونسبته ثم يسوق ما سمعه منه هذا ويحتمل احتمالا قريبا أن يكون في نسخة المصنف ، قال
أبو عيسى . . . إلخ ، وزيادة الشيخ الحافظ من التلامذة إجلالا وتعظيما لكن الأولى أن لا يقع التصرف في الأصول أصلا بل تحفظ على وجوه وقعت من المشايخ ، وكذا لو وقع سهو في تصنيف ولو من ألفاظ القرآن فإنه لا يغير بل ينبه عليه .