( باب ما جاء في
صفة مزاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )
بضم الميم ، وكسرها ، والأول : أظهر كما سنبينه في النهاية المزاح : الدعابة ، وقد مزح يمزح ، والاسم بالضم ، وأما المزاح بكسر الميم ، فهو مصدر مازحه يمازحه ، وهما يتمازحان وفي القاموس : مزح كمنع مزاحا بضم انتهى .
ومعناه الانبساط مع الغير من غير
[ ص: 29 ] إيذاء له ، وبه فارق الهزؤ والسخرية ، والضم هو المراد هنا لا الكسر كما قال شارح : لأنه مصدر باب المفاعلة ، وهو للمغالبة ، وكلاهما غير صحيح في حقه - صلى الله عليه وسلم - .
ثم اعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345482لا تمار أخاك ولا تمازحه . على ما أخرجه المصنف في جامعه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال
الشيخ الجزري : إسناده جيد ، فقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15936زياد بن أيوب عن
عبد الرحمن بن محمد المجازي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم عن
عبد الملك بن بشر عن
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وهذا إسناد مستقيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16861وليث بن أبي سليم وإن كان فيه ضعف من قبل حفظه ، فقد روى له
مسلم مقرونا ، وكان عالما ذا صلاة وصيام قال
النووي : اعلم أن
المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ، ويداوم عليه ; فإنه يورث الضحك ، وقسوة القلب ، ويشغل عن ذكر الله ، والفكر في مهمات الدين ، ويئول في كثير من الأوقات على الإيذاء ، ويوجب الأحقاد ، ويسقط المهابة ، والوقار ، فأما ما سلم من هذه الأمور ، فهو المباح الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله على الندرة لمصلحة تطييب نفس المخاطب ، ومؤانسته وهو سنة مستحبة ، فاعلم هذا ; فإنه مما يعظم الاحتياج إليه .