( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر حدثنا
شريك عن
المقداد بن شريح ) بالتصغير ( عن أبيه ) أي :
nindex.php?page=showalam&ids=16099شريح بن هانئ الحارثي أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكنى عليه السلام أباه
هانئ بن زيد ، فقال : أنت
أبو شريح ،
وشريح من جملة أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه ، وهو من ظهرت فتواه من زمن الصحابة روى عنه ابنه
المقدام ( عن
عائشة قال : ) كذا في أصل السيد ، والنسخ المعتمدة أي :
شريح وفي نسخة ضعيفة " قالت " وعكس
الحنفي فقال : وفي بعض النسخ " قال " ، تأمل . قلت ليس فيه إشكال ، فيحتاج إلى تأمل ، غايته أن على نسخة " قال " ، ظاهره أن
شريحا سمع القيل بلا نقل بخلاف " قالت " ، ( قيل لها هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل ) أي : يستشهد ( بشيء من الشعر ) وأما قول
الحنفي أي : يتمسك ، ويتعلق بشيء من الشعر فخلاف المقصود بل يوهم المعنى المردود مع أنه ليس مطابقا للمعنى اللغوي ، ولا للقصد العرفي ، ففي القاموس تمثل : أنشد بيتا ، وتمثل بشيء ضربه مثلا ( قالت كان ) أي : أحيانا ( يتمثل بشعر
ابن رواحة ) هو عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي أحد النقباء شهد
العقبة ،
وبدرا وأحدا والخندق ، والمشاهد بعدها إلا الفتح ، وما بعدها ; فإنه قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا فيها سنة ثمان ، وهو أحد الشعراء المحسنين ، وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره .
( ويتمثل ) أي : بشعر غيره أيضا ( ويقول ) أي : متمثلا بقول
أخي قيس طرفة بن العبد قال ذلك في قصيدته المعلقة ،
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
بضم التاء ، وكسر الواو ، وإشباع كسرة الدال من التزويد ، وهو إعطاء الزاد ، والباء للتعدية ، وصدر البيت .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
.
من الإبداء : وهو الإظهار هذا .
وروى الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث السمرقندي في بستانه عن
عائشة رضي الله عنها أنه
قيل لها أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بالشعر ؟ قالت : كان أبغض الحديث إليه الشعر غير أنه تمثل مرة ببيت أخي قيس طرفة ، فجعل آخره أوله من قوله .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا .
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
، فقال : ويأتيك من تزود بالأخبار ، فقال أبو بكر : ليس هكذا يا رسول الله قال : ما أنا بشاعر انتهى .
وكذا ذكره
ابن كثير في تفسيره ; فكأنه - صلى الله عليه وسلم - تمثل بمعناه ، وأتى فيه بحق لفظه ، ومبناه ; فإن العمدة مقدمة على الفضلة ، والشاعر لضيق النظم قدم وأخر ، فلما استفهمه
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه قال : "
ما أنا بشاعر " أي : حقيقة ولا قاصد وزنه قراءة ، وإنما أردت المعنى المستفاد منه ، وهو أعم من أن يكون في قالب وزن أو بدونه ، ولكن يشكل رواية الكتاب ; فإنه بظاهره يعارض رواية الشيخ إلا أن يتكلف بأن يقال تمثل بمادته ، وجوهر حروفه دون ترتيبه الموزون أو يحمل على تعدد الواقعة التأويل على كل حال أولى من الترجيح على الصحيح .
بقي إشكال آخر ، وهو أن الظاهر المتبادر أن هذا البيت من
[ ص: 42 ] كلام
nindex.php?page=showalam&ids=82ابن رواحة لا سيما على ما في نسخة : " ويتمثل بقوله " ، وقد اتفقوا على أنه من شعر
طرفة .
فالجواب أنه كلام برأسه ، والضمير المجرور لقائل أو لشاعر مشهور به معروف عندهم .
ثم الظاهر أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما تمثل بالمصراع الأخير ، وأنه أراد بإتيان الأخبار من غير التزويد نفسه الشريفة كما تشير إليه الآية المنفية ، وهي الكلمة المتفق عليها جملة الرسل المتقدمة ( ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله ) والله أعلم .
وروي بإسناد حسن عن
عائشة قالت :
سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشعر قال : هو كلام حسنه حسن ، وقبيحه قبيح .
قال العلماء : معناه أن الشعر كالنثر لكن التجريد له ، والاقتصار عليه مذموم ، وعليه يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345509لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا .