[ ص: 418 ] [ ص: 419 ] [ ص: 420 ] [ ص: 421 ] الباب الرابع :
في حكم الصلاة عليه ، والتسليم ، وفرض ذلك ، وفضيلته - صلى الله عليه وسلم -
الفصل الأول : في
معنى الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -
قال الله - تعالى - :
إن الله وملائكته يصلون على النبي [ الأحزاب : 56 ] الآية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : معناه : إن الله ، وملائكته يباركون على النبي .
وقيل : إن الله يترحم على النبي ، وملائكته يدعون له .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : وأصل الصلاة الترحم ، فهي من الله رحمة ، ومن الملائكة رقة ، واستدعاء للرحمة من الله .
وقد ورد في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989777صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه فهذا دعاء .
وقال
أبو بكر القشيري : الصلاة من الله - تعالى - لمن دون النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة ، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - تشريف ، وزيادة تكرمة .
وقال
أبو العالية : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء .
قال
القاضي أبو الفضل : وقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث تعليم الصلاة بين لفظ الصلاة ، ولفظ البركة ، فدل أنهما بمعنيين .
وأما
التسليم الذي أمر الله - تعالى - به عباده فقال
القاضي أبو بكر بن بكير : نزلت هذه الآية على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمر الله أصحابه أن يسلموا عليه ، وكذلك من بعدهم أمروا أن يسلموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند حضورهم قبره ، وعند ذكره .
وفي معنى السلام عليه ثلاثة وجوه :
أحدهما : السلامة لك ، ومعك ، ويكون السلام مصدرا كاللذاذ ، واللذاذة .
الثاني : أي السلام على حفظك ، ورعايتك متول له ، وكفيل به ، ويكون هنا السلام اسم الله .
الثالث : أن السلام بمعنى المسالمة له ، والانقياد كما قال :
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [ النساء : 65 ] .