صفحة جزء
الفصل الرابع : في كيفية الصلاة عليه والتسليم

[ حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر الفقيه بقراءتي عليه ، حدثنا القاضي أبو الأصبغ ، نا أبو عبد الله بن عتاب ، حدثنا أبو بكر بن واقد وغيره ، قالوا : حدثنا أبو عيسى ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا يحيى ، حدثنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن أبيه ، عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال ] : أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : [ ص: 430 ] اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وفي رواية مالك ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آله ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد . والسلام كما قد علمتم .

وفي رواية كعب بن عجرة : اللهم صل على محمد ، وآل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد ، وآل محمد كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

وعن عقبة بن عمرو في حديثه : اللهم صل على محمد النبي الأمي ، وعلى آل محمد .

وفي رواية أبي سعيد الخدري اللهم صل على محمد عبدك ، ورسولك وذكر معناه .

[ ص: 431 ] وحدثنا القاضي أبو عبد الله التميمي سماعا عليه ، وأبو علي الحسن بن طريف النحوي بقراءتي عليه ، قالا : حدثنا أبو عبد الله بن سعد أن الفقيه ، حدثنا أبو بكر المطوعي ، [ حدثنا أبو عبد الله الحاكم ، عن أبي بكر بن أبي دارم الحافظ ، عن علي بن أحمد العجلي ، عن حرب بن الحسن ، عن يحيى بن المساور ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : عدهن في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : عدهن في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : عدهن في يدي جبريل ، وقال : هكذا نزلت من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد ، كما ترحمت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم وتحنن على محمد ، وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

وعن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم صل على محمد النبي ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، وذريته ، وأهل بيته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

وفي رواية زيد بن خارجة الأنصاري : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - : كيف نصلي عليك ؟

فقال : صلوا ، واجتهدوا في الدعاء ، ثم قولوا : اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد
.

[ ص: 432 ] وعن سلامة الكندي كان علي يعلمنا الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم داحي المدحات ، وبارئ المسموكات ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، ورأفة تحننك على محمد عبدك ، ورسولك ، الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، والمعلن الحق بالحق ، والدامغ لجيشات الأباطيل ، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبسا لقابس ، آلاء الله تصل بأهله أسبابه ، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن ، والإثم ، وأبهج موضحات الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومنيرات الإسلام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحق رحمة ، اللهم أفسح له في عدنك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك ، مهنئات له غير مكدرات من فوز ثوابك المحلول ، وجزيل عطائك المعلول . اللهم أعل على بناء الناس بناءه ، وأكرم مثواه لديك ، ونزله ، وأتم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، ومرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل ، وبرهان عظيم .

وعنه أيضا في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله وملائكته يصلون على النبي [ الأحزاب : 56 ] الآية .

لبيك اللهم ربي ، وسعديك ، صلوات الله البر الرحيم ، والملائكة المقربين ، والنبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وما سبح لك من شيء يا رب العالمين ، على محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، الشاهد البشير ، الداعي إليك بإذنك ، السراج المنير ، وعليه السلام .

وعن عبد الله بن مسعود : اللهم اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ، ورسولك ، إمام الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون ، والآخرون . اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وكان الحسن البصري يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأولاده ، وأزواجه ، وذريته ، وأهل بيته ، وأصهاره ، وأنصاره ، وأشياعه ، ومحبيه ، وأمته ، وعلينا ، معهم أجمعين . يا أرحم الراحمين .

[ ص: 433 ] وعن طاوس ، عن ابن عباس أنه كان يقول : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وآته سؤله في الآخرة ، والأولى ، كما آتيت إبراهيم ، وموسى .

وعن وهيب بن الورد أنه كان يقول في دعائه : اللهم أعط محمدا أفضل ما سألك لنفسه ، وأعط محمدا أفضل ما سألك له أحد من خلقك . وأعط محمدا أفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة .

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقول : إذا صليتم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحسنوا الصلاة عليه ، فإنكم لا تدرون ، لعل ذلك يعرض عليه ، وقولوا : اللهم اجعل صلواتك ، ورحمتك ، وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ، ورسولك إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون ، والآخرون ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .

وما يؤثر في تطويل الصلاة ، وتكثير الثناء على أهل البيت ، وغيرهم كثير .

وقوله : والسلام كما قد علمتم : هو ما علمهم الله في التشهد من قوله : السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين .

وفي تشهد علي : السلام على نبي الله ، السلام على أنبياء الله ، ورسله ، السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، السلام على محمد بن عبد الله ، السلام علينا ، وعلى المؤمنين ، والمؤمنات ، من غاب منهم ، ومن شهد . اللهم اغفر لمحمد ، وتقبل شفاعته ، واغفر لأهل بيته ، واغفر لي ، ولوالدي ، وما ولدا ، وارحمهما . السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين ، السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته .

جاء في هذا الحديث عن علي : الدعاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالغفران .

وفي حديث الصلاة عليه عنه أيضا قبل : الدعاء له بالرحمة ، ولم يأت في غيره من الأحاديث المرفوعة المعروفة .

وقد ذهب أبو عمر بن عبد البر ، وغيره إلى أنه لا يدعى للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة ، وإنما يدعى له بالصلاة ، والبركة التي تختص به ، ويدعى لغيره بالرحمة ، والمغفرة .

وقد ذكر أبو محمد بن أبي زيد في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم ارحم محمدا ، وآل [ ص: 434 ] محمد كما ترحمت على إبراهيم ، وآل إبراهيم .

ولم يأت هذا في حديث صحيح . وحجته قوله في السلام : السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته .

التالي السابق


الخدمات العلمية