[ ص: 73 ] فصل منزلة تعظيم حرمات الله
ومن منازل : (
إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة تعظيم حرمات الله عز وجل
قال الله عز وجل : (
ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) قال جماعة من المفسرين : حرمات الله هاهنا مغاضبه ، وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال
الليث : حرمات الله : ما لا يحل انتهاكها . وقال قوم : الحرمات : هي الأمر والنهي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه . وقال قوم : الحرمات هاهنا المناسك ، ومشاعر الحج زمانا ومكانا .
والصواب : أن الحرمات تعم هذا كله . وهي جمع حرمة وهي ما يجب احترامه ، وحفظه من الحقوق ، والأشخاص ، والأزمنة ، والأماكن ، فتعظيمها توفيتها حقها ، وحفظها من الإضاعة .
قال صاحب " المنازل " :
الحرمة : هي التحرج عن المخالفات والمجاسرات .
التحرج : الخروج من حرج المخالفة . وبناء " تفعل " يكون للدخول في الشيء . كتمنى إذا دخل في الأمنية ، وتولج في الأمر دخل فيه ، ونحوه . وللخروج منه ، كتخرج وتحوب وتأثم ، إذا أراد الخروج من الحرج . والحوب هو الإثم .
أراد أن الحرمة هي الخروج من حرج المخالفة ، وجسارة الإقدام عليها . ولما كان المخالف قسمين جاسرا وهائبا . قال : عن المخالفات والمجاسرات .