فصل
قال : الدرجة الثالثة :
شهود انفراد الحق بملك الحركة والسكون ، والقبض والبسط ، ومعرفته بتصريف التفرقة والجمع .
هذه الدرجة تتعلق بشهود وصف الله تبارك وتعالى وشأنه . والتي قبلها تتعلق بشهود حال العبد ووصفه . أي يشهد حركات العالم وسكونه صادرة عن الحق تعالى في كل متحرك وساكن ، فيشهد تعلق الحركة باسمه الباسط وتعلق السكون باسمه القابض فيشهد تفرده سبحانه بالبسط والقبض .
وأما معرفته بتصريف التفرقة والجمع فأن يكون المشاهد عارفا بمواضع التفرقة
[ ص: 142 ] والجمع . والمراد بالتفرقة : نظر الاعتبار ، ونسبة الأفعال إلى الخلق .
والمراد بالجمع : شهود الأفعال منسوبة إلى موجدها الحق تعالى .
وقد يريدون بالتفرقة والجمع معنى وراء هذا الشهود . وهو حال التفرقة والجمع .
فحال التفرقة : تفرق القلب في أودية الإرادات وشعابها . وحال الجمع : جمعيته على مراد الحق وحده . فالأول : علم التفرقة والجمع . والثاني : حالهما . والله أعلم .