فصل
المشهد الرابع :
مشهد الرضا وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله . فإذا كان ما أصيب به
[ ص: 304 ] في الله ، وفي مرضاته ومحبته : رضيت بما نالها في الله . وهذا شأن كل محب صادق ، يرضى بما يناله في رضا محبوبه من المكاره . ومتى تسخط به وتشكى منه ، كان ذلك دليلا على كذبه في محبته . والواقع شاهد بذلك ، والمحب الصادق كما قيل :
من أجلك جعلت خدي أرضا للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه ، فلينزل عن درجة المحبة . وليتأخر فليس من ذا الشأن .