فصل : النوع الثاني : أهل الإشراك به في إلهيته ، وهم المقرون بأنه وحده رب كل شيء ، ومليكه وخالقه ، وأنه ربهم ورب آبائهم الأولين ، ورب السماوات السبع ، ورب العرش العظيم ، وهم مع هذا يعبدون غيره ، ويعدلون به سواه في المحبة والطاعة والتعظيم ، وهم الذين اتخذوا من دون الله أندادا ، فهؤلاء لم يوفوا "
إياك نعبد " حقه ، وإن كان لهم نصيب من " نعبدك " لكن ليس لهم نصيب من إياك نعبد المتضمن معنى : لا نعبد إلا إياك حبا وخوفا ورجاء وطاعة وتعظيما ، ف "
إياك نعبد " تحقيق لهذا التوحيد ، وإبطال للشرك في الإلهية ، كما أن " إياك نستعين " تحقيق لتوحيد الربوبية ، وإبطال للشرك به فيها ، وكذلك قوله
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم فإنهم أهل التوحيد ، وهم أهل تحقيق "
إياك نعبد وإياك نستعين " وأهل الإشراك هم أهل الغضب والضلال .