فصل : في بيان تضمنها للرد على منكري
تعلق علمه تعالى بالجزئيات
وذلك من وجوه :
أحدها : كمال حمده ، وكيف يستحق الحمد من لا يعلم شيئا من العالم وأحواله وتفاصيله ، ولا عدد الأفلاك ، ولا عدد النجوم ، ولا من يطيعه ممن يعصيه ، ولا من يدعوه ممن لا يدعوه ؟
الثاني : أن هذا مستحيل أن يكون إلها ، وأن يكون ربا ، فلا بد للإله المعبود ،
[ ص: 90 ] والرب المدبر ، من أن يعلم عابده ، ويعلم حاله .
الثالث : من إثبات رحمته ، فإنه يستحيل أن يرحم من لا يعلم .
الرابع : إثبات ملكه ، فإن ملكا لا يعرف أحدا من رعيته البتة ، ولا شيئا من أحوال مملكته البتة ، ليس بملك بوجه من الوجوه .
الخامس : كونه مستعانا .
السادس : كونه مسئولا أن يهدي سائله ويجيبه .
السابع : كونه هاديا .
الثامن : كونه منعما .
التاسع : كونه غضبان على من خالفه .
العاشر : كونه مجازيا ، يدين الناس بأعمالهم يوم الدين .
فنفي علمه بالجزئيات مبطل لذلك كله .