فصل
قال
الدرجة الثالثة : أنس اضمحلال في شهود الحضرة . لا يعبر عن غيبه ، ولا يشار إلى حده . ولا يوقف على كنهه .
الاضمحلال : الانعدام . وشهود الحضرة هو مشاهدة الحقيقة . والفناء في ذلك الشهود .
قوله : ولا يعبر عن غيبه إلى آخره .
حاصله : أن هذا أمر وراء العبارة . لا تناله العبارة . ولا يحاط به عينا . ولا حدا . ولا كنها . ولا حقيقة . فإن حقيقته : تستغرق العبارة ، والإشارة ، والدلالة وفي وصفه يقول قائلهم :
فألقوا حبال مراسيهم فغطاهم البحر . ثم انطبق
وهاهنا إنما حوالة القوم على الذوق . وإشارتهم إلى الفناء الذي يصطلم المشير وإشارته ، والمعبر وعبارته ، مع ظهور سلطان الحقيقة التي هي فوق الإشارة ، والعبارة ، والدلالة . والله سبحانه وتعالى أعلم .