قال : وهو على ثلاث درجات ، الدرجة الأولى :
الذكر الظاهر من : ثناء أو دعاء أو رعاية .
يريد بالظاهر : الجاري على اللسان المطابق للقلب ، لا مجرد
الذكر اللساني ، فإن القوم لا يعتدون به .
فأما
ذكر الثناء : فنحو : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وأما
ذكر الدعاء فنحو :
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين و : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . ونحو ذلك .
وأما
ذكر الرعاية : فمثل قول الذاكر : الله معي والله ناظر إلي ، الله شاهدي . ونحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله ، وفيه رعاية لمصلحة القلب ولحفظ الأدب مع الله والتحرز من الغفلة والاعتصام من الشيطان والنفس .
والأذكار النبوية تجمع الأنواع الثلاثة ، فإنها متضمنة للثناء على الله والتعرض للدعاء والسؤال والتصريح به ، كما في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=980549أفضل الدعاء الحمد لله قيل
nindex.php?page=showalam&ids=16008لسفيان بن عيينة : كيف جعلها دعاء قال : أما سمعت قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت لعبد الله بن جدعان يرجو
نائله :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء
فهذا مخلوق واكتفى من مخلوق بالثناء عليه من سؤاله ، فكيف برب العالمين ؟ .
والأذكار النبوية متضمنة أيضا لكمال الرعاية ومصلحة القلب والتحرز من
[ ص: 407 ] الغفلات والاعتصام من الوساوس والشيطان ، والله أعلم .