قال : وهو على ثلاث درجات . الدرجة الأولى :
الإحسان في القصد بتهذيبه علما ، وإبرامه عزما ، وتصفيته حالا .
يعني : إحسان القصد يكون بثلاثة أشياء .
أحدها : تهذيبه علما ، بأن يجعله تابعا للعلم على مقتضاه مهذبا به . منقى من شوائب الحظوظ ، فلا يقصد إلا ما يجوز في العلم . والعلم هو اتباع الأمر والشرع .
والثاني : إبرامه عزما . والإبرام : الإحكام والقوة . أي يقارنه عزم يمضيه ، ولا يصحبه فتور وتوان يضعفه ويوهنه .
الثالث : تصفيته حالا .
أي يكون حال صاحبه صافيا من الأكدار والشوائب ، التي تدل على كدر قصده . فإن الحال مظهر القصد وثمرته . وهو أيضا مادته وباعثه . فكل منهما ينفعل عن الآخر . فصفاؤه وتخليصه من تمام صفاء الآخر وتخليصه .