قال :
الدرجة الثانية : فراسة تجنى عن غرس الإيمان . وتطلع من صحة الحال . وتلمع من نور الكشف .
هذا النوع من الفراسة : مختص بأهل الإيمان . ولذلك قال : تجنى من غرس الإيمان وشبه الإيمان بالغرس ، لأنه يزداد وينمو ، ويزكو على السقي . ويؤتي أكله كل حين بإذن ربه . وأصله ثابت في الأرض . وفروعه في السماء ، فمن غرس الإيمان في أرض قلبه الطيبة الزاكية ، وسقى ذلك الغراس بماء الإخلاص والصدق والمتابعة : كان من بعض ثمره هذه الفراسة .
قوله : وتطلع من صحة الحال
يعني : أن صدق الفراسة من صدق الحال . فكلما كان الحال أصدق وأصح فالفراسة كذلك .
قوله : وتلمع من نور الكشف
يعني أن نور الكشف من جملة ما يولد الفراسة ، بل أصلها نور الكشف .
[ ص: 463 ] وقوة الفراسة : بحسب قوة هذا النور وضعفه ، وقوته وضعفه بحسب قوة مادته وضعفها . والله أعلم .