فصل
[ ص: 484 ] قال الدرجة الثانية :
طمأنينة الروح في القصد إلى الكشف ، وفي الشوق إلى العدة . وفي التفرقة إلى الجمع .
طمأنينة الروح أن تطمئن في حال قصدها . ولا تلتفت إلى ما وراءها .
والمراد بالكشف : كشف الحقيقة ، لا الكشف الجزئي السفلي . وهو ثلاث درجات .
كشف عن الطريق الموصل إلى المطلوب . وهو الكشف عن حقائق الإيمان . وشرائع الإسلام .
وكشف عن المطلوب المقصود بالسير : وهو معرفة الأسماء والصفات . ونوعي التوحيد وتفاصيله . ومراعاة ذلك حق رعايته .
وليس وراء ذلك إلا الدعاوى والشطح والغرور .
وقوله : وفي الشوق إلى العدة .
يعني أن الروح تظهر في اشتياقها إلى ما وعدت به ، وشوقت إليه ، فطمأنينتها بتلك العدة : تسكن عنها لهيب اشتياقها . وهذا شأن كل مشتاق إلى محبوب وعد بحصوله إنما يحصل لروحه الطمأنينة بسكونها إلى وعد اللقاء . وعلمها بحصول الموعود به .
قوله : وفي التفرقة إلى الجمع
أي وتطمئن الروح في حال تفرقتها إلى ما اعتادته من الجمع ، بأن توافيها روحه فتسكن إليه وتطمئن به ، كما يطمئن الجائع الشديد الجوع إلى ما عنده من الطعام . ويسكن إليه قلبه . وهذا إنما يكون لمن أشرف على الجمع من وراء حجاب رقيق . وشام برقه . فاطمأن بحصوله . وأما من بينه وبينه الحجب الكثيفة : فلا يطمئن به .