فصل منزلة الشوق
ومن منازل " إياك نعبد وإياك نستعين "
منزلة الشوق
قال الله تعالى
من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت .
قيل : هذا تعزية للمشتاقين ، وتسلية لهم . أي أنا أعلم أن من كان يرجو لقائي فهو مشتاق إلي . فقد أجلت له أجلا يكون عن قريب . فإنه آت لا محالة . وكل آت قريب .
وفيه لطيفة أخرى . وهي تعليل المشتاقين برجاء اللقاء .
[ ص: 53 ] لولا التعلل بالرجاء لقطعت نفس المحب صبابة وتشوقا ولقد يكاد يذوب منه قلبه
مما يقاسي حسرة وتحرقا حتى إذا روح الرجاء أصابه
سكن الحريق إذا تعلل باللقا
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه
nindex.php?page=hadith&LINKID=980579أسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك .
قال بعضهم : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - دائم الشوق إلى لقاء الله . لم يسكن شوقه إلى لقائه قط . ولكن الشوق مائة جزء . تسعة وتسعون له . وجزء مقسوم على الأمة . فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يكون ذلك الجزء مضافا إلى ما له من الشوق الذي يختص به . والله سبحانه وتعالى أعلم .