فصل
قال :
الدرجة الثالثة : نار أضرمها صفو المحبة ، فنغصت العيش . وسلبت السلوة . ولم ينهنهها معزى دون اللقاء .
يريد : أن الشوق في هذه المرتبة : شبيه بالنار التي أضرمها صفو المحبة . وهو خالصها . وشبهه بالنار لالتهابه في الأحشاء .
وفي قوله " صفو المحبة " إشارة إلى أنها محبة لم تكن لأجل المنة والنعم . ولكن محبة متعلقة بالذات والصفات .
[ ص: 60 ] قوله " فنغصت العيش " أي منعت صاحبها السكون إلى لذيذ العيش . و " التنغيص " قريب من التكدير .
قوله " وسلبت السلوة " أي نهبت السلو وأخذته قهرا .
و " السلوة " هي الخلاص من كرب المحبة وإلقاء حملها عن الظهر . والإعراض عن المحبوب تناسيا .
وقوله " لم ينهنهها معزى دون اللقاء " أي لم يكفها ويردها قرار دون لقاء المحبوب . وهذه لا يقاومها الاصطبار . لأنه لا يكفها دون لقاء من يحب قرار .