فصل
قال :
الدرجة الثانية : قلق يغالب العقل ، ويخلي السمع ، ويطاول الطاقة .
أي يكاد يقهر العقل ويغلبه . فهو والعقل تارة وتارة . ولكن لما لم يصل إلى درجة الشهود لم يصطلمه . فإن العقل لا يصطلمه إلا الشهود . ولذلك قال : يغالب ، ولم يقل يغلب .
وأما " إخلاؤه السمع " فهو يتضمن إخلاءه من شيء ، وإخلاءه لشيء . فيخليه من استماعه ذكر الغير ، ويخليه لاستماعه أوصاف المحبوب وذكره وحديثه . وقد يقوى إلى أن يبعد بين قلب صاحبه وبين إدراك الحواس ؛ لانقهار الحس لسلطان القلق .
قوله " ويطاول الطاقة " يعني : يصابرها ويقاومها . فلا تقدر طاقة الاصطبار على دفعه ورده . والله أعلم .