فصل
قال :
الدرجة الثانية : هيمان في تلاطم أمواج التحقيق ، عند ظهور براهينه ، وتواصل عجائبه ، ولوامع أنواره .
يريد : أن السالك والمريد إذا لاحت له أنوار تحقق العلم والمعرفة : اهتدى بها إلى القصد ، عن بصيرة مستجدة ، ويقظة مستعدة . فاستنار بها قلبه ، وأشرق لها سره . فتلاطمت عليه أمواج التحقيق عند ظهور البراهين . فهام قلبه فيها . وهذا أمر يعرفه بالذوق كل طالب لأمر عظيم انفتحت له الطرق والأبواب إلى تحصيله .
ويريد بتواصل عجائبه : تتابع عجائب التحقيق ، وأن بعضها لا يحجب عن
[ ص: 81 ] بعض ، ولا يقف في طريق بعض . وكذلك لوامع أنواره وأعظم ما يجد هذا الوجد : عند استغراقه في تدبر القرآن . ويحصل ذلك بحسب استعداده وأهليته للفهم . ونسبة ما دون ذلك إليه : كتفلة في بحر .