مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل

قال الشيخ : الدرجة الثانية : فناء شهود الطلب لإسقاطه ، وفناء شهود العلم لإسقاطه ، وفناء شهود العيان لإسقاطه .

إنما كانت هذه الدرجة من الفناء أعلى عنده مما قبلها ؛ لأنها أبلغ في الفناء من جهة فناء أربابها عن فنائهم ، فقد سقط عن قلوبهم ذكر أحوالهم ومقاماتهم لما هم فيه من الشغل بربهم .

وقوله " لإسقاطه " أي لإسقاط الشهود ، لا إسقاط المشهود ، فالطلب والعلم والعيان قائم ، وقد سقط الشهود ، لاستغراق صاحبه في المطلوب المعاين .

التالي السابق


الخدمات العلمية