[ ص: 391 ] فصل
قال : " فأما
تفريد الإشارة إلى الحق : فعلى ثلاث درجات : تفريد القصد عطشا ، ثم تفريد المحبة تلفا ، ثم تفريد الشهود اتصالا " .
ذكر في هذه الدرجة ثلاثة أمور : تفريد القصد ، والمحبة ، والشهود ، فالقصد بداية ، والشهود نهاية والمحبة واسطة ، فيفرد قصده وحبه وشهوده ، وذلك يتضمن إفراد مطلوبه ومحبوبه ومشهوده ، فيكون فردا لفرد ، فلا ينقسم طلبه ، ولا حبه ، ولا شهوده ، ولا ينقسم مطلوبه ومحبوبه ومشهوده ، فتفريد الطلب والمحبة والشهود صدق ، وتفريد المطلوب والمحبوب والمشهود إخلاص .
فالصدق والإخلاص : هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ، ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك .
وقيد تفريد القصد بالعطش ، وتفريد المحبة بالتلف ، وتفريد الشهود بالاتصال ، والعطش - كما قال - هو غلبة ولوع بمأمول ؟ والتلف : هو المحبة المهلكة ، والاتصال : سقوط الأغيار عن درجة الاعتبار ، فهذا حكم التفريد في الدرجة الأولى .