ومنها
أن تكون المنفعة مقصودة يعتاد استيفاؤها بعقد الإجارة ويجري بها التعامل بين الناس ; لأنه عقد شرع بخلاف القياس لحاجة الناس ولا حاجة فيما لا تعامل فيه للناس فلا يجوز
استئجار الأشجار لتجفيف الثياب عليها والاستظلال بها ; لأن هذه منفعة غير مقصودة من الشجر ولو
اشترى ثمرة شجرة ثم استأجر الشجرة لتبقية ذلك فيه لم يجز ; لأنه لا يقصد من الشجر هذا النوع من المنفعة وهو تبقية الثمر عليها فلم تكن منفعة مقصودة عادة وكذا لو استأجر الأرض التي فيها ذلك الشجر يصير مستأجرا باستئجار الأرض ، ولا يجوز استئجار الشجر وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف : إذا
استأجر ثيابا ليبسطها ببيت ليزين بها ولا يجلس عليها فالإجارة فاسدة ; لأن بسط الثياب من غير استعمال
[ ص: 193 ] ليس منفعة مقصودة عادة وقال
عمرو عن
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد في رجل استأجر دابة ليجنبها يتزين بها : فلا أجر عليه ; لأن قود الدابة للتزين ليس بمنفعة مقصودة ولا يجوز استئجار الدراهم والدنانير ليزين الحانوت ، ولا استئجار المسك ، والعود وغيرهما من المشمومات للشم ; لأنه ليس بمنفعة مقصودة ألا ترى أنه لا يعتاد استيفاؤها بعقد الإجارة والله عز وجل الموفق .