( ومنها ) وجوب
[ ص: 253 ] الاستبراء في شراء الجارية ، وجملة الكلام فيه أن الاستبراء نوعان .
نوع هو مندوب ، ونوع هو واجب ( أما ) المندوب إليه فهو
: استبراء البائع إذا وطئ جارية ، وأراد أن يبيعها أو يخرجها عن ملكه بوجه من الوجوه عند عامة العلماء ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله هو واجب ( وجه ) قوله أنه يحتمل شغل الرحم بماء البائع فيلزمه التعرف عن ذلك بالاستبراء كما في جانب المشتري .
( ولنا ) أن سبب الوجوب لم يوجد في حق البائع على ما نذكر ، والاعتبار بالمشتري غير سديد ; لأن الوجوب عليه لصيانة مائه عن الاختلاط بماء البائع ، والخلط يحصل بفعل المشتري لا بفعل البائع فتجب الصيانة عليه بالاستبراء لا على البائع إلا أنه يندب إليه لتوهم اشتغال رحمها بمائه ، فيكون البيع قبل الاستبراء مباشرة شرط الاختلاط فكان الاستبراء مستحبا ، وكذا
إذا وطئ أمته ، أو مدبرته ، أو أم ولده ثم أراد أن يزوجها من غيره يستحب أن لا يفعل حتى يستبرئها لما قلنا ،
وإذا زوجها قبل الاستبراء أو بعده فللزوج أن يطأها من غير استبراء وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد رحمه الله أحب إلي أن يستبرئها بحيضة ، ولست أوجبه عليه ، وكذلك
الرجل إذا رأى امرأة تزني ثم تزوجها له أن يطأها من غير استبراء ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد أحب إلي أن لا يطأها حتى يستبرئها ، ويعلم فراغ رحمها ، والله - عز وجل - أعلم .