( فصل ) :
وأما بيان
ما يستحب في يوم الجمعة وما يكره فيه .
فالمستحب في يوم الجمعة لمن يحضر الجمعة أن يدهن ويمس طيبا ، ويلبس أحسن ثيابه إن كان عنده ذلك ، ويغتسل ; لأن الجمعة من أعظم شعائر الإسلام فيستحب أن
[ ص: 270 ] يكون المقيم لها على أحسن وصف ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك :
غسل يوم الجمعة فريضة ، واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=23218غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم } أو قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18149حق على كل محتلم } ; ولنا ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36136من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فهو أفضل } ، وما روي من الحديث فتأويله مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعائشة أنهما قالا : كان الناس عمال أنفسهم وكانوا يلبسون الصوف ويعرقون فيه والمسجد قريب السمك فكان يتأذى بعضهم برائحة بعض فأمروا بالاغتسال لهذا ، ثم انتسخ هذا حين لبسوا غير الصوف وتركوا العمل بأيديهم ثم
غسل يوم الجمعة لصلاة الجمعة أم ليوم الجمعة ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن بن زياد : ليوم الجمعة إظهارا لفضيلته ، قال النبي : صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20483سيد الأيام يوم الجمعة } ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف : لصلاة الجمعة ; لأنها مؤداة بشرائط ليست لغيرها فلها من الفضيلة ما ليس لغيرها ، وفائدة الاختلاف أن
من اغتسل يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة ثم أحدث فتوضأ وصلى به الجمعة فعند
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف لا يصير مدركا لفضيلة الغسل ، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن يصير مدركا لها ، وكذا إذا توضأ وصلى به الجمعة ثم اغتسل فهو على هذا الاختلاف فأما إذا اغتسل يوم الجمعة وصلى به الجمعة فإنه ينال فضيلة الغسل بالإجماع على اختلاف الأصلين لوجود الاغتسال والصلاة به والله أعلم .