وأما
النسوة فهل يرخص لهن أن يخرجن في العيدين ؟ أجمعوا على أنه لا يرخص للشواب منهن الخروج في الجمعة والعيدين وشيء من الصلاة ; لقوله تعالى {
وقرن في بيوتكن } والأمر بالقرار نهي عن الانتقال ولأن خروجهن سبب الفتنة بلا شك ، والفتنة حرام ، وما أدى إلى الحرام فهو حرام .
وأما العجائز فلا خلاف في أنه يرخص لهن الخروج في الفجر والمغرب والعشاء والعيدين ، واختلفوا في الظهر والعصر والجمعة قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : لا يرخص لهن في ذلك وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد يرخص لهن في ذلك .
وجه قولهما أن المنع لخوف الفتنة بسبب خروجهن ، وذا لا يتحقق في العجائز ولهذا أباح
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة خروجهن في غيرهما من الصلوات ،
nindex.php?page=showalam&ids=11990ولأبي حنيفة أن وقت الظهر والعصر وقت انتشار الفساق في المحال والطرقات فربما يقع من صدقت رغبته في النساء في الفتنة بسببهن أو يقعن هن في الفتنة لبقاء رغبتهن في الرجال وإن كبرن ، فأما في الفجر والمغرب والعشاء فالهواء مظلم والظلمة تحول بينهن وبين نظر الرجال ، وكذا الفساق لا يكونون في الطرقات في هذه الأوقات فلا يؤدي إلى الوقوع في الفتنة ، وفي الأعياد وإن كان تكثر الفساق تكثر الصلحاء أيضا فتمنع هيبة الصلحاء أو العلماء إياهما عن الوقوع في المأثم ، والجمعة في المصر فربما تصدم أو تصدم لكثرة الزحام وفي ذلك فتنة .
وأما صلاة العيد فإنها تؤدى في الجبانة فيمكنها أن تعتزل ناحية عن الرجال كي لا تصدم فرخص لهن الخروج والله أعلم ثم هذا الخلاف في الرخصة والإباحة فأما لا خلاف في أن الأفضل أن لا يخرجن في صلاة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20802صلاة المرأة في دارها أفضل من صلاتها في مسجدها ، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في دارها ، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في [ ص: 276 ] بيتها } ثم إذا رخص في صلاة العيد هل يصلين ؟ روى
الحسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة يصلين ; لأن المقصود بالخروج هو الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30608لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن إذا خرجن تفلات أي غير متطيبات } ، وروى
المعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة لا يصلين العيد مع الإمام ; لأن خروجهن لتكثير سواد المسلمين لحديث
أم عطية رضي الله عنها {
nindex.php?page=hadith&LINKID=28924كن النساء يخرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ذوات الخدور والحيض } ومعلوم أن الحائض لا تصلي فعلم أن خروجهن كان لتكثير سواد المسلمين فكذلك في زماننا .