بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( وأما ) خسوف القمر فالصلاة فيها حسنة لما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إذا رأيتم من هذه الأفزاع شيئا فافزعوا إلى الصلاة } وهي لا تصلى بجماعة عندنا ، وعند الشافعي تصلى بجماعة ، واحتج بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه { صلى بالناس في خسوف القمر ، وقال : صليت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم } ، ولنا أن الصلاة بجماعة في خسوف القمر لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن خسوفه كان أكثر من كسوف الشمس ; ولأن الأصل أن غير المكتوبة لا تؤدى بجماعة قال النبي صلى الله عليه وسلم { صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة } إلا إذا ثبت بالدليل كما في العيدين ، وقيام رمضان ، وكسوف الشمس ; ولأن الاجتماع بالليل متعذر ، أو سبب الوقوع في الفتنة ، وحديث ابن عباس غير مأخوذ به ; لكونه خبر آحاد في محل الشهرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية